Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 23-30)

Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تلك هى قصة نوح - عليه السلام - مع قومه ، كما وردت فى هذه السورة الكريمة ، وقد وردت بصورة أكثر تفصيلاً فى سورتى هود ونوح . وينتهى نسب نوح - عليه السلام - إلى شيث بن آدم - عليه السلام - وقد ذكر نوح فى القرآن فى ثلاثة وأربعين موضعاً . قال الجمل فى حاشيته وعاش نوح من العمر ألف سنة وخمسين ، لأنه أرسل على رأس الأربعين ومكث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ، وعاش بعد الطوفان ستين سنة . وقدمت قصته هنا على غيره ، لتتصل بقصة آدم المذكورة فى قوله { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ } للمناسبة بينهما من حيث إن نوحاً يعتبر آدم الثانى ، لانحصار النوع الإنسانى بعده فى نسله . وقوم الرجل أقرباؤه الذين يجتمعون معه فى جد واحد . وقد يقيم الرجل بين قوم ليس منهم فى نسبه ، فيسميهم قومه على سبيل المجاز ، لمجاورته لهم . وكان قوم نوح يعبدون الأصنام . فأرسل الله - تعالى - إليهم نوحاً لينهاهم عن ذلك ، وليأمرهم بإخلاص العبادة لله - تعالى - . واللام فى قوله - سبحانه - { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ … } واقعة فى جواب قسم محذوف . أى والله لقد أرسلنا نبينا نوحاً - عليه السلام - إلى قومه ، ليخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان . وقوله - سبحانه - { فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ … } حكاية لما وجهه إليهم من نصائح وإرشادات . أى أرسلنا نوحاً إلى قومه ، فقال لهم ما قاله كل نبى يا قوم اعبدوا الله وحده ، فإنكم ليس لكم إله سواه ، فهو الذى خلقكم ، وهو الذى رزقكم ، وهو الذى يحييكم وهو الذى يميتكم ، وكل معبود غيره - سبحانه - فهو باطل . وفى ندائهم بقوله { يٰقَوْمِ } تلطف فى الخطاب ، ليستميلهم إلى دعوته ، فكأنه يقول لهم أنتم أهلى وعشيرتى يسرنى ما يسركم ، ويؤذينى ما يؤذيكم ، فاقبلوا دعوتى ، لأنى لكم ناصح أمين . وقوله { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } تحذير لهم من الإصرار على شركهم ، بعد ترغيبهم فى عبادة الله - تعالى - وحده بألطف أسلوب . أى أفلا تتقون الله - تعالى - وتخافون عقوبته ، بسبب عبادتكم لغيره ، مع أنه - سبحانه - هو الذى خلقكم فالاستفهام للإنكار والتوبيخ . ثم حكى - سبحانه - ما رد به قوم نوح عليه فقال { فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ … } . والمراد بالملأ أصحاب الجاه والغنى من قوم نوح . وهذا اللفظ اسم جمع لا واحد له من لفظه - كرهط - وهو مأخوذ من قولهم فلان ملىء بكذا ، إذا كان قادراً عليه . أو لأنهم متمالئون أى متظاهرون متعاونون ، أو لأنهم يملأون القلوب والعيون مهابة . … وفى وصفهم بالكفر تشنيع عليهم وذم لهم ، وإشعار بأنهم عريقون فيه . أى فقال الأغنياء وأصحاب النفوذ الذين مردوا على الكفر ، فى الرد على نبيهم نوح عليه السلام { مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } . أى قالوا لأتباعهم على سبيل التحذير من الاستماع إلى دعوة نبيهم ، ما هذا ، أى نوح عليه السلام - إلا بشر مثلكم ، ومن جنسكم ، ولا فرق بينكم وبينه فكيف يكون نبياًّ ؟ ولم يقولوا ما نوح إلا بشر مثلكم ، بل أشاروا إليه بدون ذكر اسمه ، لأنهم لجهلهم وغرورهم يقصدون تهوين شأنه - عليه الصلاة والسلام - فى أعين قومه . وقولهم { يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ } أى أن نوحاً جاء بما جاء به بقصد الرياسة عليكم . ومرادهم بهذا القول تنفير الناس منه ، وحضهم على عداوته . وقوله { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً } استبعاد منهم لكون الرسول من البشر أى ولو شاء الله أن يرسل رسولاً ليأمرنا بعبادته وحده . لأرسل ملائكة ليفعلوا ذلك ، فهم - لانطماس بصائرهم وسوء تفكيرهم - يتوهمون أن الرسول لا يكون من البشر ، وإنما يكون من الملائكة . ومفعول المشيئة محذوف . أى ولو شاء الله عبادته وحده لأرسل ملائكة ليأمرونا بذلك ، فلما لم يفعل علمنا أنه ما أرسل رسولاً ، فنوح - فى زعمهم - كاذب فى دعواه . وقولهم { مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } أى ما سمعنا بهذا الكلام الذى جاءنا به نوح فى آباءنا الأولين ، الذين ندين باتباعهم ، ونقتدى بهم فى عبادتهم لهذه الأصنام . ثم هم لا يكتفون بهذا الجمود والتحجر ، بل يصفون نبيهم بما هو برىء منه فيقولون { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ } . والجِنَّة الجنون ، يقال جُنًّ فلان إذا أصيب بالجنون ، أو إذا مسه الجن فصار فى حالة خبل وجنون . والتربص الانتظار والترقب ، أى ما نوح - عليه السلام - الذى يدعى النبوة ، إلا رجل به حالة من الجنون والخبل ، فانتظروا عليه إلى وقت شفائه من هذا الجنون أو إلى وقت موته ، وعندئذ تستريحون منه ، ومن دعوته التى ما سمعنا بها فى آبائنا الأولين . فأنت ترى أن القوم قد واجهوا نبيهم نوحاً - عليه السلام - بأقبح مواجهة حيث وصفوه بأنه يريد من وراء دعوته لهم السيادة عليهم ، وأنه ليس نبيًّا لأن الأنبياء لا يكونون من البشر - فى زعمهم - وأنه قد خالف ما ألفوه عن آبائهم ، ومن خالف ما كان عليه آباؤهم لا يجوز الاستماع إليه ، وأنه مصاب بالجنون وأنه عما قريب سيأخذه الموت ، أو يشفى مما هو فيه . وهكذا الجهل والغرور والجحود … عندما يستولى على الناس ، يحول فى نظرهم الإصلاح إلى إفساد ، والإخلاص إلى حب للرياسة ، والشىء المعقول المقبول . إلى أن شىء غير معقول وغير مقبول ، وكمال العقل ورجحانه ، إلى جنونه ونقصانه . وصدق الله إذ يقول { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً … } ثم يحكى القرآن بعد ذلك أن نوحاً - عليه السلام - بعد أن استمع إلى ما قاله قومه فى شأنه من ضلالات وسفاهات ، لجأ إلى ربه - عز وجل - يشكو إليه ما أصابه منهم ويلتمس منه النصر عليهم . فقال كما حكى القرآن عنه { رَبِّ ٱنصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } . أى قال نوح فى مناجاته لربه يا رب أنصرنى على هؤلاء القوم الكافرين بسبب تكذيبهم لى وتطاولهم على . وسخريتهم منى ، وإصرارهم على عبادة غيرك . وقد أجاب الله - تعالى - دعاء عبده نوح فقال { فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ } أى فأوحينا إليه فى أعقاب دعائه وتضرعه . { أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } أى أوحينا إليه أن ابتدىء يا نوح فى صنع السفينة وأنت تحت رعايتنا وحفظنا ، وسنرسل إليك وحينا ليرشدك إلى ما أنت فى حاجة إليه من إتقان صنع السفينة ، ومن غير ذلك من شئون . وفى التعبير بقوله - سبحانه - { أَنِ ٱصْنَعِ } إشارة إلى أن نوحاً - عليه السلام - قد باشر بنفسه صنع السفينة التى هى وسيلة النجاة له وللؤمنين معه . وقى قوله - تعالى - { بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } إشارة إلى أن نوحاً بجانب مباشرته للصنع بنفسه ، كان مزوداً من الله - تعالى - بالعناية والرعاية وبحسن التوجيه والإرشاد عن طريق الوحى الأمين . وذلك لأن سنة الله - تعالى - قد اقتضت أن لا يضيع عمل عباده المخلصين ، الذين يبذلون أقصى جهدهم فى الوصول إلى غاياتهم الشريفة . والباء فى قوله { بِأَعْيُنِنَا } للملابسة ، والجار والمجرور فى موضع الحال من ضمير " اصنع " . والفاء فى قوله - سبحانه - { فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا } لترتيب مضمون ما بعدها على إتمام صنع السفينة . والمراد بالأمر هنا العذاب الذى أعده الله - تعالى - لهؤلاء الظالمين من قوم نوح - عليه السلام - . ويشهد لذلك قوله - سبحانه - فى آية أخرى { لاَ عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ } أى من عذابه { إِلاَّ مَن رَّحِمَ } والمراد بمجىء هذا الأمر اقتراب وقته ، ودنو ساعته ، وظهور علاماته وقوله - تعالى { وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ } بيان وتفسير لمجىء هذا الأمر ، وحلول وقت إهلاكهم . وقوله { فَارَ } من الفوران بمعنى شدة الغليان للماء وغيره . يقال للماء فار إذا اشتد غليانه . ويقال للنار فارت إذا عظم هيجانها . ومنه قوله - تعالى - { إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ } وللمفسرين فى المراد بلفظ { ٱلتَّنُّورُ } أقوال منها أن المراد به الشىء الذى يخبز فيه الخبز ، وهو ما يسمى بالموقد أو الفرن . ومنها أن المراد به وجه الأرض . أو موضع اجتماع الماء فى السفينة ، أو طلوع الفجر … وقد رجح الإمام ابن جرير القول الأول فقال وأولى الأقوال بالصواب قول من قال وهو التنور الذى يخبز فيه ، لأن هذا هو المعروف من كلام العرب … ويبدو أن فوران التنور كان علامة لنوح على أن موعد إهلاك الكافرين من قومه قد اقترب . أى فإذا اقترب موعد إهلاك قومك الظالمين يا نوح ، ومن علامة ذلك أن ينبع الماء من التنور ويفوز فوراناً شديداً { فَٱسْلُكْ فِيهَا } فأدخل فى السفينة { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } ولفظ { زَوْجَيْنِ } تثنية زوج . والمراد به هنا الذكر والأنثى من كل نوع . وقراءة الجمهور { مِن كُلِّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } بدون تنوين للفظ كل ، وبإضافته إلى زوجين … وقرأ حفص { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } بتنوين كل ، وهو تنوين عوض عن مضاف إليه . والتقدير فأدخل فى السفينة من كل نوع من أنواع المخلوقات التى أنت فى حاجة إليها ذكراً وأنثى ، ويكون لفظ { زَوْجَيْنِ } مفعولاً لقوله { فَٱسْلُكْ } ولفظ اثنين صفة له . والمراد بأهله فى قوله - تعالى - { وَأَهْلَكَ } أهل بيته كزوجته وأولاده المؤمنين ، ويدخل فيهم كل من آمن به - عليه السلام - سواء أكان من ذوى قرابته أم من غيرهم ، بدليل قوله - تعالى - فى سورة هود { قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } وجملة { إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ } استثناء من الأهل . والمراد بمن سبق عليه القول منهم من بقى على كفره ولم يؤمن برسالة نوح - عليه السلام - كزوجته وابنه كنعان . أى أدخل فى السفينة ذكراً وأنثى من أنواع المخلوقات ، وأدخل فيها - أيضاً - المؤمنين من أهلك ومن غيرهم ، إلا الذين سبق منا القول بهلاكهم بسبب إصرارهم على الكفر . فلا تدخلهم فى السفينة ، بل اتركهم خارجها ليغرقوا مع المغرقين . قال الآلوسى وجىء بعلى فى قوله { إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ } لكون السابق ضارا ، كما جىء باللام فى قوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } لكون السابق نافعاً . وقوله - تعالى - { وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } نهى منه - سبحانه - لنوح - عليه السلام - عن الشفاعة لهؤلاء الكافرين ، أو عن طلب تأخير العذاب المهلك لهم . أى اترك يا نوح هؤلاء الظالمين ، ولا تكلمنى فى شأنهم ، كأن تطلب الشفاعة لهم أو تأخير العذاب عنهم ، فإنهم مقضى عليهم بالإغراق لا محالة . ولا مبدل لحكمى أو إرادتى . ويبدو - والله أعلم - أن هذه الجملة الكريمة ، كانت نهيا من الله - تعالى - لنوح عن الشفاعة فى ابنه الذى غرق مع المغرقين ، والذى حكى القرآن فى سورة هود أن نوحاً قد قال فى شأنه { رَبِّ إِنَّ ٱبُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ ٱلْحَاكِمِينَ } ثم أرشد الله - تعالى - نبيه نوحاً إلى ما يقوله بعد أن يستقر فى السفينة فقال - سبحانه - { فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ } من أهلك وأتباعك المؤمنين { عَلَى ٱلْفُلْكِ } . أى السفينة التى علمناك عن طريق وحينا كيفية صنعها بإحكام وإتقان { فَقُلِ } يا نوح على سبيل الشكر لنا ، والتقدير لذاتنا { ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا } بفضله وكرمه { مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } الذين استحبوا العمى على الهدى ، وآثروا الضلالة على الهداية ، وتطاولوا على نبيهم الذى جاء لسعادتهم . { وَقُل } - أيضاً - يا نوح { رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً } أى أنزلنى إنزالاً ، أو مكان إنزال مباركاً - أى مليئاً بالخيرات والبركات ، خالياً مما حل بالظالمين من إغراق وإهلاك . { وَأَنتَ } يا إلهى { خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ } بفضلك وكرمك فى المكان الطيب المبارك . ثم عقب - سبحانه - على ما اشتملت عليه قصة نوح من حكم وآداب بقوله { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } . أى إن فى ذلك الذى ذكرناه لك - أيها الرسول الكريم - عن نوح وقومه { لآيَاتٍ } بينات ، ودلالات واضحات ، على أن هذا القرآن من عندنا لا من عند غيرنا ، وعلى أن العاقبة للمؤمنين ، وسوء المنقلب للكافرين . و " إن " فى قوله { وَإِن كُنَّا } هى المخففة من الثقيلة ، واللام فى قوله { لَمُبْتَلِينَ } هى الفارقة بينها وبين إن النافية ، والجملة حالية ، والابتلاء الاختبار والامتحان … أى إن فى ذلك الذى ذكرناه عن نوح وقومه لآيات واضحات على وحدانيتنا وقدرتنا ، والحال والشأن أن من سنتنا أن نبتلى الناس بالنعم وبالنقم ، وبالخير والشر . ليتبين من يعتبر ويتعظ ، وليتميز الخبيث من الطيب ، وليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حى عن بينة ، وإن الله لسميع عليم . ثم تمضى السورة فى حديثها عن قصص الأولين ، فتحكى لنا قصة أقوام آخرين مع نبى من أنبيائهم فتقول { ثُمَّ أَنشَأْنَا … } .