Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 28-30)
Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال الآلوسى المتبادر أن { كَآفَّةً } حال من الناس ، قدم " إلا " عليه للاهتمام وأصله من الكف بمعنى المنع ، وأريد به العموم لما فيه من المنع من الخروج ، واشتهر فى ذلك حتى قطع فيه النظر عن معنى المنع بالكلية . فمعنى جاء الناس كافة جاءوا جميعا … قال ابن عباس أرسل الله - تعالى - محمدا صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم ، فأكرمهم على الله - تعالى - أطوعهم له … أى وما أرسلناك - أيها الرسول الكريم - إلا إلى الناس جميعا ، لتبشر المؤمن منهم بحسن الثواب ، وتنذر من أعرض عن الحق الذى جئت به بسوء العقاب . { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } هذه الحقيقة ، وهى عموم رسالتك وكونك بشيرا ونذيرا . { وَيَقُولُونَ } أى المشركون على سبيل الاستهزاء بما جئتهم به { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } الذى تعدنا به وهو قيام الساعة ، وما فيها من حساب وثواب وعقاب . أخبرونا عنه - أيها المؤمنون - { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فيما تحدثوننا عنه ، وفيما تدعوننا إليه من إيمان . وهنا أمر الله - تعالى - رسوله صلى الله عليه وسلم - أن يرد عليهم ردا فيه كل معانى التهديد والوعيد فقال { قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ } و { مِّيعَادُ } يجوز أن يكون مصدرا مرادا به الوعد ، وأن يكون اسم زمان ، والإِضافة للبيان . والمراد بالساعة الوقت الذى هو فى غاية القلة . وليس ما اصطلح عليه الناس من كونها ستين دقيقة . اى قل لهم - ايها الرسول الكريم - لا تتعجلوا - ايها الكافرون - ما أخبرتكم عنه من أن يوم القيامة آت لا ريب فيه ، ومن أن العاقبة الطيبة ستكون لنا لا لكم فإن لكم ميقاتا محددا ، وموعدا معلوما ، عندما يأذن الله - تعالى - بحلوله وبانتهاء حياتكم وببعثكم … { لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً } من الزمان { وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ } عنه ساعة كما قال - تعالى - { إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } وكما قال - سبحانه - { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ } ثم حكى - سبحانه - بعض الأقوال الباطلة التى قالها المشركون فى شأن القرآن الكريم ، وصور أحوالهم السيئة يوم العرض والحساب ، وكيف أن كل فريق منهم صار يلقى التبعة على غيره ، قال - تعالى - { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ … هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } .