Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 123-132)
Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وإلياس - عليه السلام - هو ابن فنحاص بن العيزار بن هارون - عليه السلام - فهو ينتهى نسبه - أيضا - إلى إبراهيم وإسحاق . ويعرف إلياس فى كتب الإِسرائيليين باسم إيليا وقد أرسله الله - تعالى - إلى قوم كانوا يعبدون صنما يسمونه بعلا . ويقال إن رسالته كانت فى عهد " آخاب " أحد ملوك بنى إسرائيل فى حوالى القرن العاشر ق م . والمعنى { وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } الذين أرسلناهم إلى الناس ليخرجوهم من ظلمات الكفر إلى نور الإِيمان . وقوله { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ } شروع فى بيان ما نصح به إلياس قومه ، والظرف مفعول لفعل محذوف ، والتقدير اذكر وقت أن قال لقومه ألا تتقون الله . وتخشون عذابه ونقمته . والاستفهام للحض على تقوى الله - تعالى - واجتناب ما يغضبه . ثم أنكر عليهم عبادتهم لغيره - سبحانه - فقال { أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ } . والبعل اسم للصنم الذى كان يعبده قومه ، وهو صنم قيل سميت باسمه مدينة بعلبك بالشام ، وكان قومه يسكنون فيها ، وقيل البعل الرب بلغة اليمن . أى قال لهم على سبيل التوبيخ والزجر أتعبدون صنما لا يضر ولا ينفع وتتركون عبادة أحسن من يقال له خالق ، وهو الله - عز وجل - الذى خلقكم ورزقكم . ولفظ الجلالة فى قوله { ٱللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } بدل من { أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ } . أى أتعبدون صنما صنعتموه بأيديكم ، وتذرون عبادة الله - تعالى - الذى هو ربكم ورب آبائكم الأولين . وقرأ غير واحد من القراء السبعة { الله } - بالرفع - على أنه مبتدأ ، و { ربكم } خبره . والتعرض لذكر ربوبيته - تعالى - لآبائهم الأولين ، الغرض منه التأكيد على بطلان عبادتهم لغيره - سبحانه - فكأنه يقول لهم إن الله - تعالى - الذى أدعوكم لعبادته وحده ليس هو ربكم وحدكم بل - أيضاً - رب آبائكم الأولين ، الذين من طريقهم أتيتم إلى هذه الحياة . وقوله - تعالى - { فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } بيان لموقفهم من نبيهم ، ولما حل بهم من عذاب بسبب إعراضهم عن دعوته . أى دعا إلياس قومه على عبادة الله - تعالى - وحده ، فكذبوه وأعرضوا عن دعوته ، وسيترتب على تكذيبهم هذا ، إحضارهم إلى جهنم إحضارا فيه ذلهم وهوانهم . { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } فإنهم ناجون من الإِحضار الأليم ، لأنهم سيكونون يوم القيامة محل تكريمنا وإحساننا . { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } أى وأبقينا على إلياس فى الأمم الآخرين { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ } أى أمان وتحية منا ومنهم على إلياس ومن آمن معه . { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } َ ثم ساق - سبحانه - بعد ذلك جانبا من قصة لوط مع قومه . فقال - تعالى - { وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ … } .