Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 42-44)
Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { إِذْ أَنتُمْ بِالْعُدْوَةِ ٱلدُّنْيَا } بدل من قوله { يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ } أو معمول لفعل محذوف . والتقدير اذكروا . والعدوة - مثلثة العين - جانب الوادى وحافته . وهى من العدو بمعنى التجاوز سميت بذلك لأنها عدت … - أى منعت - ما فى الوادى من ماء ونحوه أن يتجاوزها . والدنيا تأنبث الأدنى بمعنى الأقرب . والقصوى تأنيث الأقصى بمعنى الأبعد والركب اسم جمع لراكب ، وهم العشرة فصاعدا من راكبى الإِبل . قال القرطبى ولا تقول العرب ركب إلا للجماعة الراكبى الإِبل … والمراد بهذا الركب أبو سفيان ومن معه من رجال قريش الذين كانوا قادمين بتجارتهم من بلاد الشام ومتجهين بها إلى مكة ، فلما بلغ النبى - صلى الله عليه وسلم - أمرها ، أشار على أصحابه بالخروج لملاقاته ، كما سبق أن بينا عند تفسيرنا لقوله - تعالى - { كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِٱلْحَقِّ … } والمعنى اذكروا - أيها المؤمنون - وقت أن خرجتم إلى بدر ، فسرتم إلى أن كنتم { بِالْعُدْوَةِ ٱلدُّنْيَا } أى بجانب الوادى وحافته الأقرب الى المدينة ، وكان اعداؤكم الذين قدموا لنجدة العير { بِٱلْعُدْوَةِ ٱلْقُصْوَىٰ } أى بالجانب الآخر الأبعد من المدينة ، وكان أبو سفيان ومن معه من حراس العير { أَسْفَلَ مِنكُمْ } أى فى مكان أسفل من المكان الذى أنتم فيه ، بالقرب من ساحل البحر الأحمر ، على بعد ثلاثة أميال منكم . قال الجمل قوله { وَٱلرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ } الأحسن فى هذه الواو ، والواو التى قبلها الداخلة على { هُم } أن تكون عاطفة ما بعدها على { أَنتُمْ } لأنها مبدأ تقسيم أحوالهم وأحوال عدوهم ويجوز أن يكونا واو حال ، واسفل منصوب على الظرف النائب عن الخبر ، وهو فى الحقيقة صفة لظرف مكان محذوف . أى والركب فى مكان أسفل من مكانكم وكان الركب على ثلاثة أميال من بدر … " وقال الإِمام الزمخشرى - رحمه الله - فإن قلت ما فائدة هذا التوقيت ، وذكر مراكز الفريقين ، وأن العير كانت أسفل منهم ؟ . قلت الفائدة فيه الإِخبار عن الحال الدالة على قوة الشأن للعدو ، وتكامل عدته ، وتمهد أسباب الغلبة له ، وضعف شأن المسلمين ، والتياث أمرهم ، وأن غلبتهم فى هذه الحال ليس إلا صنعا من الله - سبحانه - ودليلا على أن ذلك أمر لم يتيسر إلا بحوله وقوته وباهر قدرته . وذلك أن العدوة القصوى التى أناخ بها المشركون ، كان فيه الماء ، وكانت أرضا لا بأس بها . ولا ماء العدوة الدنيا ، وهى خبار - أى أرض لينة رخوة - تسوخ فيها الأرجل ، ولا يمشى فيها إلا بتعب ومشقة . وكانت العير وراء ظهور العدو ، مع كثرة عددهم ، فكانت الحماية دونها تضاعف حميتهم ، وتشحذ فى المقاتلة عنها نياتهم ، ولهذا كانت العرب تخرج إلى الحرب بظعنهم وأموالهم ، ليبعثهم الذب عن الحريم على بذل جهودهم فى القتال . وفيه تصوير ما دبر - سبحانه - من أمر غزوة بدر { لِّيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً } ومن إعزاز دينه ، وإعلاء كلمته ، حين وعد المسلمين إحدى الطائفتين مبهمة غير مبينة حتى خرجوا ليأخذوا العير راغبين فى الخروج ، وأقلق قريشا ما بلغهم من تعرض المسلمين لأموالهم ، فنفروا ليمنعوا عيرهم ، وسبب الأسباب حتى أناخ هؤلاء بالعدوة الدنيا وهؤلاء بالعدوة القصوى ، ووراءهم العير يحامون عليها ، حتى قامت الحرب فى ساق ، وكان ما كان . وقوله { وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي ٱلْمِيعَادِ وَلَـٰكِن لِّيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً } بيان لتدبير الله الحكيم ، وإرادته النافذة . أى ولو تواعدتم وأهل مكة على موعد تلتقون فيه للقتال ، لتخلفتم عن الميعاد المضروب بينكم ، لأن كل فريق منكم كان سيتهيب الإِقدام على صاحبه ، ولكن الله - تعالى - بتدبيره الخفى شاء أن يجمعكم للقتال على غير ميعاد ، ليقضى - سبحانه - أمراً كان مفعولا ، أى ثابتا فى علمه وحكمته ، وهو إعزاز الإِسلام وأهله ، وخذلان الشرك وحزبه . روى ابن جرير من حديث كعب بن مالك - رضى الله عنه - قال إنما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون يريدون عير قريش ، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد . وروى - أيضا - عن عمير بن إسحاق قال أقبل أبو سفيان فى الكرب من الشام ، وخرج أبو جهل ليمنعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فالتقوا ببدر ، ولا يشعر هؤلاء بهؤلاء ، ولا هؤلاء بهؤلاء ، حتى التقى السقاة قال ونظر الناس بعضهم إلى بعض . وقوله { لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ } بدل من قوله { لِّيَقْضِيَ } بإعادة الحروف ، أو هو متعلق بقوله { مَفْعُولاً } . والمراد بالهلاك والحياة هنا ما يشمل الحسى والمعنوى منهما . والمراد بالبينة الحجة الدالة على حقية الإِسلام وبطلان الكفر . قال الآلوسى أى ليموت من يموت عن حجة عاينها ، ويعيش من يعيش عن حجة شاهدها ، فلا يبقى محل للتعلل بالأعذار ، فإن وقعة بدر من الآيات الواضحة والحجج الغر المحجَّلة . ويجوز أن يراد بالحياة الإِيمان ، وبالموت الكفر على سبيل الاستعارة أو المجاز المرسل بأن يراد بالبينة إظهار كمال القدرة الدالة على الحجة الدامغة . أى ليصدر كفر من كفر وإيمان من آمن عن وضوح وبينة وإلى هذا ذهب قتادة وابن اسحاق . والظاهر أن { عَن } هنا بمعنى بعد كقوله - تعالى - { عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ } وقرأ نافع وابن كثير وأبو بكر ويعقوب { حيى } - على وزن تعب - بفك الإِدغام . وقرأ الباقون بإدغام الياء الأولى فى الثانية على وزن شد ومد . وقوله { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ } تذييل قصد به الترغيب فى الإِيمان - والترهيب من الكفر ، أى وإن الله لسميع لأقوال أهل الايمان والكفر عليم بما تنطوى عليه قلوبهم وضمائرهم ، وسيجازى - سبحانه - كل إنسان بما يستحقه من ثواب أو عقاب على حساب ما يعلم وما يسمع منه . ثم يبين - سبحانه - بعض وجوه نعمه على المؤمنين ، وتدبيره الخفى لنصرهم وفوزهم فيقول { إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } . أى اذكر يا محمد فضل الله عليك وعلى أصحابك ، حيث أراك فى منامك الكافرين قليلا عددهم ، ضئيلا وزنهم فأخبرت بذلك اتباعك فازدادوا ثباتا واطمئنانا وجرأة على عدوهم { وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً } أى ولو أراك الأعداء عددا كثيرا { لَّفَشِلْتُمْ } أى لتهيبتهم الإِقدام عليهم ، لكثرة عددهم ، من الفشل وهو ضعف مع جبن { وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ } أى فى أمر الإِقدام عليهم والاحجام عنهم . فمنكم من يرى هذا ومنكم من يرى ذلك . وقوله { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ } بيان لمحل النعمة . أى ولكن الله - تعالى - بفضله وإحسانه أنعم عليكم بالسلامة من الفشل والتنازع وتفرق الآراء فى شأن القتال حيث ربط على قلوبكم ، ورزقكم الجرأة على أعدائكم وعدم المبالاة بهم بسبب رؤيا نبيكم . وقوله { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } تذييل يدل على شمول علمه - سبحانه - . أى إنه - سبحانه - عليم بكل ما يحصل فى القلوب وما يخطر بها من شجاعة وجبن ومن صبر وجزع ولذلك دير ما دبر . قال الفخر الرازى ، قال مجاهد أرى الله النبى - صلى الله عليه وسلم - كفار قريش فى منامه قليلا ، فأخبر بذلك أصحابه فقالوا رؤيا النبى حق . القوم قليل ، فصار ذلك سببا لجرأتهم وقوة قلوبهم . فإن قيل رؤية الكثير قليلا غلط ، فكيف يجوز من الله - تعالى - أن يفعل ذلك ؟ قلنا ذهبنا أنه - تعالى - يفعل ما يشاء ويحكم ما يريده وأيضا لعله - سبحانه - أراه البعض دون البعض فحكم الرسول على أولئك الذين رآهم بأنهم قليلون . ونستطيع أن نضيف إلى ما أجاب به الفخر الرازى أنه يجوز أن يكون المراد بالقلة الضعف وهوان الشأن … أى أن المشركين وإن كانوا فى حقيقتهم يقاربون الألف - أى أكثر من ثلاثة أمثال المؤمنين - إلا أنهم لا قوة لهم ولا وزن ، فهم كثير عددهم ولكن قليل غناؤهم ، قليل وزنهم فى المعركة . لأنهم ينقصهم الإِيمان الصحيح الذى يقوى القلوب ، ويدفع النفوس إلى الإِقدام لنصرة الحق لكى تفوز برضا الله وحسن مثوبته . وإلى هذا المعنى أشار صاحب المنار بقوله وقد تقدم أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قدر عدد المشركين بألف وأخبر أصحابه بذلك ، ولكنه أخبرهم مع هذا أنه رآهم فى منامه قليلا ، لا أنهم قليل فى الواقع ، فالظاهر أنهم أولوا الرؤيا بأن بلاءهم يكون قليلا ، وأن كيدهم يكون ضعيفا ، فتجرءوا وقويت قلوبهم . هذا ، ونسب إلى الحسن أنه ذكر أن هذه الآراء كانت فى اليقظة ، وأن المراد من المنام العين التى هى موضع النوم . قال الزمخشري . وهذا تفسير فيه تعسف . وما أحسب الرواية صحيحة فيه عن الحسن . وقال الآلوسى وعن الحسن أنه فسر المنام بالعين ، لأنها مكان النوم كما يقال للقطيفة المنامة لأنها ينام فيها ، فلم يكن عنده هناك رؤيا أصلا بل كانت رؤية ، وإليه ذهب البلخى . ولا يخفى ما فيه ، لأن المنام شائع بمعنى النوم مصدر ميمى . ففى الحمل على خلاف ذلك تعقيد ولا نكتة فيه … على أن الروايات الجمة برؤيته - صلى الله عليه وسلم - إياهم مناما ، وقص ذلك على أصحابه مشهورة لا يعارضها كون العين مكان النوم نظرا إلى الظاهر … ولعل الرواية عن الحسن غير صحيحة ، فانه الفصيح العالم بكلام العرب . وقوله - تعالى - { وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِيۤ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِيۤ أَعْيُنِهِمْ … } معطوف على ما قبله وهو قوله { إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً … } وذلك لتأكيد الرؤيا المنامية بالرؤية فى اليقظة . والمعنى واذكروا - أيها المؤمنون - وقت أن التقيتم مع أعدائكم وجها لوجه فى بدر ، فكان من فضل الله عليكم قبل أن تلتحموا معهم أن جعل عددهم قليلا فى أعينكم وجعل عددكم قليلا فى أعينهم ، وذلك لإِغرائهم على خوض المعركة . أما أنتم فتخوضونها بدون مبالاة بهم لقلتهم فى أعينكم ، ولثقتكم بنصر الله إياكم … وأما هم فيخوضونها معتمدين على غرورهم وبطرهم وقلتكم فى أعينهم ، فيترتب على ذلك أن يتركوا الاستعداد اللازم لقتالكم ، فتكون الدائرة عليهم … قال ابن مسعود - وهو ممن حضر بدرا - لقد قللوا فى أعيننا حتى قلت لرجل إلى جنبى أتراهم سبعين ؟ قال أراهم مائة ، فأسرنا رجلا منهم فقلنا له كم كنتم ؟ قال ألفا . وقال أبو جهل - فى ذلك اليوم وقبل الالتحام - إن محمداً وأصحابه أكلة جزور - أى هم قليل يشبعهم لحم ناقة واحدة - خذوهم أخذا و اربطوهم بالحبال … وقد أجاد صاحب الكشاف عند تفسيره لهذه الآية حيث يقول قوله { وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ } الضميران مفعولان يعنى وإذ يبصركم إياهم . { قَلِيلاً } حال ، وإنما قللهم فى أعينهم تصديقا لرؤيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وليعاينوا ما أخبرهم به فيزداد يقينهم ويجدوا ويثبتوا … فإن قلت الغرض من تقليل الكفار فى أعين المؤمنين ظاهر ، فما الغرض من تقليل المؤمنين فى أعينهم ؟ قلت قد قللهم فى أعينهم قبل اللقاء ، ثم كثرهم فيها بعده ، ليجترئوا عليهم ، قلة مبالاة بهم ، ثم تفجؤهم الكثرة فيبهتوا يهابوا ، وتقل شوكتهم ، حين يرون ما لم يكن فى حسابهم وتقديرهم ، وذلك قوله { قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ٱلْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ ٱلْعَيْنِ } ولئلا يستعدوا لهم ، وليعظم الاحتجاج عليهم فاستيضاح الآية البينة من قلتهم أولا ، وكثرتهم آخرا . ثم قال فإن قلت بأى طريق يبصرون الكثير قليلا ؟ قلت بأن يستر الله عنهم بعضه بساتر ، أو يحدث فى عيونهم ما يستقلون به الكثير ، كما أحدث فى أعين الحول ما يرون به الواحد اثنين . قيل لبعضهم إن الأحول يرى الواحد اثنين - وكان بين يديه ديك واحد - فقال ما لى لا أرى هذين الديكين أربعة . وقوله - سبحانه - { لِيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } بيان لحكمة تدبيره ، ونفاذ قدرته ، وشمول إرداته . أى فعل - سبحانه - ما فعل من تقليل كل فريق فى عين الآخر ، ليقضى أمرا كان مفعولا ، أى ثابتا فى علمه وحكمته ، وهو نشوب القتال المفضى إلى انتصار المؤمنين ، واندحار الكافرين وإلى الله وحدة ترجع الأمور لا إلى أحد سواه ، فإن كل شئ عنده بمقدار ، ولأن كل شئ فى هذا الكون بقضائه وقدره ، وما من شئ إلا مصيره ومرده إليه . قال بعض العلماء ولا يقال إن قوله - تعالى - { لِيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً } مكرر مع ما سبق ، لأننا نقول ان المقصود من ذكره أولا - فى قوله إذ أنتم بالعدوة الدنيا … هو اجتماعهم بلا ميعاد ليحصل استيلاء المؤمنين على الكافرين ، على وجه يكون معجزة دالة على صدق النبى - صلى الله عليه وسلم - والمقصود منه هنا بيان خارق آخر ، وهو تقليلهم فى أعين المشركين ثم تكثيرهم للحكم المتقدمة . وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة حكت لنا جانبا من أحداث غزوة بدر بأسلوب تصويرى بديع فى استحضار لمشاهدها ومواقفها ، وكشفت لنا عن جوانب من مظاهر قدرة الله ، ومن تدبيره المحكم الذى كان فوق تدبير البشر ، ومن تهيئة الأسباب الظاهرة والخفية التى أدت إلى نصر المؤمنين وخذلان الكافرين . وبعد هذا التذكير النافع ، والتصوير المؤثر لأحداث غزوة بدر ، وجه - سبحانه - فى هذه السورة إلى المؤمنين النداء السادس والأخير ، حيث أمرهم بالثبات فى وجه أعدائهم ، وبالمداومة على ذكره وطاعته … ونهاهم عن التنازع والاختلاف فقال - تعالى - { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ … مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } .