Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 92, Ayat: 1-21)

Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أقسم الله - سبحانه - فى افتتاح هذه السورة بثلاثة أشياء ، على أن أعمال الناس مختلفة . أقسم - أولا - بالليل فقال { وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } أى وحق الليل إذا يغشى النهار ، فيغطى ضياءه ، ويذهب نوره ، ويتحول الكون معه من حالة إلى حالة ، إذ عند حلول الليل يسكن الخلق عن الحركة ، ويأوى كل إنسان أو حيوان إلى مأواه ، ويستقبلون النوم الذى فيه ما فيه من الراحة لأبدانهم ، كما قال - تعالى - { وَجَعَلْنَا ٱللَّيْلَ لِبَاساً . وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً } وأقسم - ثانيا - بالنهار فقال { وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ } أى وحق النهار حين ينكشف ويظهر ، ويزيل الليل وظلمته ، ويخرج الناس معه ليباشروا أعمالهم المتنوعة . وأقسم - ثالثا - بقوله { وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } و " ما " هنا يصح أن تكون موصولة ، بمعنى الذى ، فيكون - سبحانه - قد أقسم بذاته ، وجاء التعبير بما ، للدلالة على الوصفية ، ولقصد التفخيم . فكأنه - تعالى - يقول وحق الخالق العظيم ، الذى لا يعجزه شئ ، والذى خلق نوع الذكور ، ونوع الإِناث من ماء واحد . ويصح أن تكون " ما " هنا حرفا مصدريا ، فيكون المعنى وحق خَلْقِ الذكر والأنثى ، وعليه يكون - سبحانه - قد أقسم بفعل من أفعاله التى تدل على كمال قدرته ، وبديع صنعته ، حيث أوجد الذكور والإِناث من ماء واحد ، كما قال - سبحانه - { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ . مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } وحيث وهب - سبحانه - الذكور لمن يشاء ، ووهب الإِناث لمن يشاء ، وجعل العقم لمن يشاء . وقوله - تعالى - { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ } هو جواب القسم . وشتى جمع شتيت . مثل جريح وجرحى ، ومريض ومرضى . والشئ الشتيت هو المتفرق المتناثر بعضه عن بعض ، من الشتات بمعنى الابتعاد والافتراق . والمعنى وحق الليل إذا يغشى النهار فيستر ضياءه ، وحق النهار إذا تجلى وأسفر وأزال الليل وظلامه ، وحق الخالق العظيم القادر الذى أوجد الذكور والإِناث . وحق كل ذلك ، إن أعمالكم ومساعيكم - أيها الناس - فى هذه الحياة ، لهى ألوان شتى ، وأنواع متفرقة ، منها الهدى ومنها الضلال ، ومنها الخير ، ومنها الشر ، ومنها الطاعة ، ومنها المعصية … وسيجازى - سبحانه - كل إنسان على حسب عمله . وحذف مفعول " يغشى " للتعميم ، أى يغشى كل شئ ويواريه بظلامه . وأسند - سبحانه - التجلى إلى النهار ، على سبيل المدح له بالاستنارة والإِسفار . والمراد بالسعى العمل . وقوله " سعيكم " مصدر مضاف فيفيد العموم فهو فى معنى الجمع أى إن مساعيكم لمتفرقة . قال القرطبى السعى العمل ، فساع فى فكاك نفسه ، وساع فى عطبها ، يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم " الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها ، وبائع نفسه فموبقها " . ثم فصل - سبحانه - ما أجمله فى قوله { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ } فقال { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ . وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ . وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ . وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ . وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ } والحسنى تأنيث الأحسن ، وهى صفة لموصوف محذوف . أى { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ } حق الله - تعالى - ، بأن أنفق من ماله فى وجوه الخير كإعتاق الرقاب ، ومساعدة المحتاجين … { وَٱتَّقَىٰ } المحارم والمعاصى { وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ } أى وأيقن بالخصلة الحسنى ، وهى الإِيمان بكل ما يجب الإِيمان به ، أو أيقن بالملة الحسنى ، وهى ملة الإِسلام ، أو بالمثوبة الحسنى وهى الجنة . { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ } أى فسنهيئه للخصلة التى توصله إلى اليسر والراحة وصلاح البال ، بأن نوفقه لأداء الأعمال الصالحة التى تؤدى إلى السعادة . وحذف مفعول " أعطى واتقى " للعلم بهما ، أى أعطى ما كلفه الله - تعالى - به ، واتقى محارمه . { وَأَمَّا مَن بَخِلَ } بماله فلم يؤد حقوق الله - تعالى - فيه ، ولم يبذل شيئا منه فى وجوه البر . { وَٱسْتَغْنَىٰ } أى واستغنى عن ثواب الله - تعالى - ، وتطاول على الناس بماله وجاهه ، وآثر متع الدنيا على نعيم الآخرة … { وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ } أى وكذب بالخصلة الحسنى التى تشمل الإِيمان بالحق ، وبيوم القيامة وما فيه من حساب وجزاء . { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ } أى فسنهيئه للخصلة التى توصله إلى العسر والمشقة والشدة ، بأن نجعله بسبب سوء اختياره ، يؤثر الغى على الرشد ، والباطل على الحق ، والبخل على السخاء ، فتكون عاقبته فرطا ، ونهايته الخسران والبوار . والمتأمل فى هذه الآيات الكريمة يراها ، وقد وصفت المؤمنين الصادقين بثلاث صفات هى جماع كل خير ، وأساس جميع الفضائل وصفهم بالسخاء ، وبالخوف من الله - تعالى - ، وبالتصديق بكل ما يجب التصديق به ، ورتب على ذلك توفيقهم للخصلة الحسنى … التى تنتهى بهم إلى الفوز والسعادة . ووصف - أيضا - أهل الفسوق والفجور بثلاث صفات ، هى أساس البلاء ، ومنبع الفساد ، ألا وهى البخل ، والغرور ، والتكذيب بكل ما يجب الإِيمان به … ورتب - سبحانه - على ذلك تهيئتهم للخصلة العسرى ، التى توصلهم إلى سوء المصير ، وشديد العقاب … وقد ساق الإِمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآيات ، جملة من الأحاديث الشريفة ، فقال ما ملخصه قوله { وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ } أى بالجزاء فى الدار الآخرة { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ } أى لطريق الشر ، كما قال - تعالى - { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } والآيات فى هذا المعنى كثيرة ، ودالة على أن الله يجازى من قصد الخير بالتوفيق له ، ومن قصد الشر بالخذلان ، وكل ذلك بقدر مقدر ، والأحاديث الدالة على هذا المعنى كثيرة . منها ما أخرجه البخارى " عن على بن أبى طالب - رضى الله عنه - قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بقيع الغرقد فى جنازة ، فقال " ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ، ومقعده من النار " فقالوا يا رسول الله أفلا نتكل ؟ فقال " اعملوا فكل ميسر لما خلق له " ثم قرأ { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ … } إلى قوله { لِلْعُسْرَىٰ } " . و " ما " فى قوله - سبحانه - { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ } يجوز أن تكون نافية . والتردى السقوط من أعلى إلى أسفل . يقال تردى فلان من فوق الجبل ، إذا سقط من أعلاه إلى أسفله ، والمراد به هنا النزول إلى القبر بعد الموت ، أو السقوط فى النار بسبب الكفر والفسوق والعصيان ، من الردى بمعنى الهلاك . أى ولا يغنى شيئا عن هذا الشقى الذى بخل واستغنى وكذب بالحسنى ، ماله وجاهه وكل ما كان يملكه فى الدنيا ، إذا سقط يوم القيامة فى النار . ويجوز أن تكون " ما " استفهامية ويكون الاستفهام المقصود به الإِنكار والتوبيخ ، أى وماذا يغنى عن هذا الشقى ماله بعد هلاكه ، وبعد ترديه فى جهنم يوم القيامة ؟ إنه لن يغنى عنه شيئا ماله الذى بخل به فى الدنيا ، بل سيهوى فى جهنم دون أن يشفع له شافع ، أو ينصره ناصر ، وصدق الله إذْ يقول { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً } وإذ يقول { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ … } ثم بين - سبحانه - بعد ذلك ، أنه قد أعذر إلى عباده ، حيث وضح لهم طريق الخير وطريق الشر ، وكشف لهم عن حسن عاقبة من أعطى واتقى وصدق بالحسنى ، وسوء عاقبة من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فقال - تعالى - { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ . وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ } . أى إن علينا - بمقتضى حكمتنا ورحمتنا بعبادنا - أن نبين لهم طريق الحق ، وطريق الباطل ، بواسطة رسلنا ، فمن شاء بعد ذلك فليؤمن فينال الثواب ، ومن شاء بعد ذلك فليكفر فيحل به العقاب ، لأننا نجازى كل إنسان على حسب عمله ، بعد أن هديناه النجدين ، وأرشدناه إلى سبيل الرشد وسبيل الغى . وإن لنا وحدنا كل ما فى الدنيا ، وكل ما فى الآخرة . إذ الخلق والأمر بيدنا ، والعطاء والمنع لا يملكه أحد سوانا ، وهذا الكون كله تحت تصرفنا وقدرتنا . والفاء فى قوله - سبحانه - { فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ } للإِفصاح عن مقدر ، لأنها تدل على مراعاة مضمون الكلام الذى قبلها ، وتأتى بعده بما يفصله ويزيده وضوحا … وقوله { تلظى } أى تتوقد وتتوهج وتلتهب ، وأصله تتلظى ، فحذفت إحدى التاءين تخفيفا . أى إذا كان الأمر كما ذكرت لكم ، من حسن عاقبة من أعطى واتقى ، ومن سوء عاقبة من بخل واستغنى ، ومن أن كل شئ تحت قدرتنا وتصرفنا . . فأكون بذلك قد حذرتكم من عذاب عظيم يوم القيامة ، وخوفتكم من السقوط فى نار عظيمة تلتهب وتتوقد ، وهذه النار { لاَ يَصْلاَهَآ } أى لا يحترق بها { إِلاَّ ٱلأَشْقَى } أى من اشتد شقاؤه بسبب إصراره على كفره وفجوره . وقوله - تعالى - { ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } صفة لهذا الشقى ، لزيادة التشنيع عليه ، والذم له . أى سيحترق بهذه النار هذا الإِنسان الذى بلغ الغاية فى الشقاء والتعاسة ، والذى من صفاته أنه كذب بالحق ، وأعرض عن الطاعة . وسار فى طريق الكفر والجحود ، حتى أدركه الموت ، وهو على ذلك . وكعادة القرآن الكريم فى المقابلة بين الأشرار والأخيار ، وبين السعداء والأشقياء ، جاء الحديث بعد ذلك عن حال الأتقياء ، فقال - تعالى - { وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى } أى وسيبتعد عن هذه النار المتأججة الأتقى ، وهو من بالغ فى صيانة نفسه عن كل ما يغضب الله - تعالى - ، وحرص كل الحرص على فعل ما يرضيه - عز وجل - . فالمراد بالأشقى والأتقى الشديد الشقاء ، والشديد التقوى . والتعبير بقوله { وَسَيُجَنَّبُهَا } يشعر بابتعاده عنها ابتعادا تاما ، بحيث تكون النار فى جانب ، وهذا الأتقى فى جانب آخر ، كما قال - تعالى - { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ . لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ } والفعل " جنب " يتعدى إلى مفعولين ، أولهما هنا هو لفظ الأتقى ، الذى ارتفع على أنه نائب فاعل ، والمفعول الثانى هو الهاء . ثم وصف - سبحانه - هذا الإِنسان المبالغ فى تقواه وطاعته لربه فقال { ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ } أى هذا الإِنسان الشديد التقوى من صفاته أنه يقد ماله لغيره ، وينفقه فى وجوه البر والطاعة ، رجاء أن يكون عند ربه زاكيا ناميا ، خاليا من شبهة الرياء والتفاخر ، وأملا فى أن يتطهر به من الذنوب . فقوله { يتزكى } فى محل نصب على الحال من فاعل { يؤتى } أى يؤتى ماله حال كونه لا يطلب من وراء ذلك إلا تزكية ماله ، وتطهير نفسه . وقوله - سبحانه - { وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ . إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ } بيان لبلوغه أسمى درجات الإِخلاص والنقاء . أى أن هذا الإِنسان الكامل فى تقاه لا يفعل ما يفعل من وجوه الخيرات ، من أجل المجازاة لغيره على نعمة سلفت من هذا الغير له ، وإنما يفعل ما يفعل من أجل شئ واحد ، وهو طلب رضا الله - تعالى - والظفر بثوابه ، والإِخلاص لعبادته - سبحانه - . قال الآلوسى وقوله { إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ } منصوب على الاستثناء المنقطع من قوله { مِن نِّعْمَةٍ } لأن الابتغاء لا يندرج فيها ، فالمعنى لكنه فعل ذلك لابتغاء وجه ربه - سبحانه - وطلب رضاه ، لا لمكافأة لأحد على نعمة . وجوز أن يكون نصبه على أنه مفعول لأجله ، أى لا يؤتى ماله لأجل شئ من الأشياء إلا لأجل طلب رضا ربه ، لا لأجل شئ آخر ، فهو استثناء مفرغ من أعم العلل والأسباب . . وقوله - سبحانه - { وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ } المقصود به الوعد الصادق لهذا التقى ، بما يزيد فى سروره ، وفى قرة عينه . أى ولسوف نعطى هذا التقى الذى أعطى واتقى وصدق بالحسنى ، من أجل الظفر برضا ربه - تعالى - لا من أجل شئ آخر … لسوف نعطيه عطاء يرضيه ويسعده ويشرح صدره . هذا ، وأكثر المفسرين على أن هذه الآيات الكريمة نزلت فى شأن سيدنا أبى بكر الصديق - رضى الله عنه - . قال الإِمام ابن جرير ما ملخصه وذكر أن هذه الآيات نزلت فى أبى بكر الصديق … فقد كان يعتق العجائز من النساء إذا أسلمن ، ويشترى الضعفة من العبيد فيعتقهم ، فقال له أبوه يا بنى ، أراك تعتق أناسا ضعفاء ، فلو أنك تعتق رجالا جلداء - أى أشداء - يقومون معك ، ويمنعونك ، ويدفعون عنك . فقال أبو بكر أى أبت … إنما أريد ما عند الله ، فنزلت هذه الآيات … وقال الإِمام ابن كثير وقد ذكر غير واحد من المفسرين ، أن هذه الآيات قد نزلت فى أبى بكر الصديق - رضى الله عنه - حتى إن بعضهم حكى الإِجماع من المفسرين على ذلك ، ولا شك أنه داخل فيها ، وأولى الأمة بعمومها ، فإن لفظها لفظ العموم ، وهو قوله { وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى . ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ … } ولكنه مقدم الأمة ، وسابقهم فى جميع هذه الأوصاف ، وسائر الأوصاف الحميدة ، فإنه كان صديقا ، تقيا ، كريما ، جوادا ، بذالا لماله فى طاعة مولاه ، ونصرة رسوله صلى الله عليه وسلم … نسأل الله - تعالى - أن يحشرنا جميعا فى زمرة عباده الأتقياء الأنقياء . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .