Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 26-30)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ } المثوبة الحسنى . { وَزِيَادَةٌ } وما يزيد على المثوبة تفضلاً لقوله : { وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ } [ النور : 38 ] وقيل الحسنى مثل حسناتهم والزيادة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وأكثر ، وقيل الزيادة مغفرة من الله ورضوان ، وقيل الحسنى الجنة والزيادة هي اللقاء . { وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ } لا يغشاها . { قَتَرٌ } غبرة فيها سواد . { وَلاَ ذِلَّةٌ } هوان ، والمعنى لا يرهقهم ما يرهق أهل النار أو لا يرهقهم ما يوجب ذلك من حزن وسوء حال . { أُوْلَـئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } دائمون لا زوال فيها ولا انقراض لنعيمها بخلاف الدنيا وزخارفها . { وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيّئَاتِ جَزَاء سَيّئَةٍ بِمِثْلِهَا } عطف على قوله { لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ } على مذهب من يجوز : في الدار زيد والحجرة عمرو ، أو { لّلَّذِينَ } مبتدأ والخبر { جَزَاء سَيّئَةٍ بِمِثْلِهَا } على تقدير : وجزاء الذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها ، أي أن تجازى سيئة بسيئة مثلها لا يزاد عليها ، وفيه تنبيه على أن الزيادة هي الفضل أو التضعيف أو { كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ } ، أو أولئك أصحاب النار وما بينهما اعتراض فـ { جَزَاء سَيّئَةٍ } مبتدأ وخبره محذوف أي فجزاء سيئة بمثلها واقع ، أو بمثلها على زيادة الباء أو تقدير مقدر بمثلها . { وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } وقرىء بالياء . { مَّا لَهُمْ مّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ } ما من أحد يعصمهم من سخط الله ، أو من جهة الله ومن عنده كما يكون للمؤمنين . { كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ } غطيت . { وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ ٱلَّيْلِ مُظْلِماً } لفرط سوادها وظلمتها ومظلماً حال من الليل والعامل فيه { أُغْشِيَتْ } لأنه العامل في { قِطَعًا } وهو موصوف بالجار والمجرور ، والعامل في الموصوف عامل في الصفة أو معنى الفعل في { مِّنَ ٱلَّيْلِ } . وقرأ ابن كثير والكسائي ويعقوب " قِطَعًا " بالسكون فعلى هذا يصح أن يكون { مُظْلِماً } صفة له أو حالاً منه . { أُولَـئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } مما يحتج به الوعيدية . والجواب أن الآية في الكفار لاشتمال السيئات على الكفر والشرك ولأن الذين أحسنوا يتناول أصحاب الكبيرة من أهل القبلة فلا يتناولهم قسيمة . { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } يعني الفريقين جميعاً . { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ } ألزموا مكانكم حتى تنظروا ما يفعل بكم . { أَنتُمْ } تأكيد للضمير المنتقل إليه من عامله . { وَشُرَكَاؤُكُمْ } عطف عليه وقرىء بالنصب على المفعول معه . { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } ففرقنا بينهم وقطعنا الوصل التي كانت بينهم . { وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } مجاز عن براءة ما عبدوه من عبادتهم فإنهم إنما عبدوا في الحقيقة أهواءهم لأنها الآمرة بالإِشراك لا ما أشركوا به . وقيل ينطق الله الأصنام فتشافههم بذلك مكان الشفاعة التي يتوقعون منها . وقيل المراد بالشركاء الملائكة والمسيح وقيل الشياطين . { فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } فإنه العالم بكنه الحال . { إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَـٰفِلِينَ } { إِن } هي المخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة . { هُنَالِكَ } في ذلك المقام . { تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ } تختبر ما قدمت من عمل فتعاين نفعه وضره . وقرأ حمزة والكسائي « تتلو » من التلاوة أي تقرأ ذكر ما قدمت ، أو من التلو أي تتبع عملها فيقودها إلى الجنة أو إلى النار . وقرىء « نبلو » بالنون ونصب { كُلٌّ } وإبدال { مَا } منه والمعنى نختبرها أي نفعل بها فعل المختبر لحالها المتعرف لسعادتها وشقاوتها بتعرف ما أسلفت من أعمالها ، ويجوز أن يراد به نصيب بالبلاء أي بالعذاب كل نفس عاصية بسبب ما أسلفت من الشر فتكون { مَا } منصوبة بنزع الخافض . { وَرُدُّواْ إِلَى ٱللَّهِ } إلى جزائه إياهم بما أسلفوا . { مَوْلَـٰهُمُ ٱلْحَقّ } ربهم ومتولي أمرهم على الحقيقة لا ما اتخذوه مولى ، وقرىء { ٱلْحَقّ } بالنصب على المدح أو المصدر المؤكد . { وَضَلَّ عَنْهُم } وضاع عنهم . { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } من أن آلهتهم تشفع لهم ، أو ما كانوا يدعون أنها آلهة .