Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 77-81)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ مُوسَىٰ أَتقُولُونَ لِلْحَقّ لَمَّا جَاءكُمْ } إنه لسحر فحذف المحكي المقول لدلالة ما قبله عليه ، ولا يجوز أن يكون . { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } لأنهم بتوا القول بل هو استئناف بإنكار ما قالوه اللهم إلا أن يكون الاستفهام فيه للتقرير والمحكي مفهوم قولهم ، ويجوز أن يكون معنى { أَتقُولُونَ لِلْحَقّ } أتعيبونه من قولهم فلان يخاف القالة كقوله تعالى : { سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ } [ الأنبياء : 60 ] فيستغني عن المفعول . { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّـٰحِرُونَ } من تمام كلام موسى للدلالة على أنه ليس بسحر فإنه لو كان سحراً لاضمحل ولم يبطل سحر السحرة ، ولأن العالم بأنه لا يفلح الساحر لا يسحر ، أو من تمام قولهم إن جعل أسحر هذا محكياً كأنهم قالوا أجئتنا بالسحر تطلب به الفلاح ولا يفلح الساحرون . { قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا } لتصرفنا واللفت والفتل أخوان . { عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءنَا } من عبادة الأصنام . { وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَاء فِى ٱلأَرْضِ } الملك فيها سمي بها لاتصاف الملوك بالكبر ، أو التكبر على الناس باستتباعهم . { وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ } بمصدقين فيما جئتما به . { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ٱئْتُونِى بِكُلّ سَـٰحِرٍ } وقرأ حمزة والكسائي « بكل سحار » . { عَلِيمٌ } حاذق فيه . { فَلَمَّا جَاء ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَا أَنتُمْ مُّلْقُونَ } . { فَلَمَّا أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ ٱلسِّحْرُ } أي الذي جئتم به هو السحر لا ما سماه فرعون وقومه سحراً . وقرأ أبو عمرو { ٱلسِّحْرُ } على أن { مَا } استفهامية مرفوعة بالابتداء وجئتم به خبرها و { ٱلسِّحْرُ } بدل منه أو خبر مبتدأ محذوف تقديره أهو السحر ، أو مبتدأ خبره محذوف أي السحر هو . ويجوز أن ينتصب ما يفعل يفسره ما بعده وتقديره أي شيء أتيتم . { إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبْطِلُهُ } سيمحقه أو سيظهر بطلانه . { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ } لا يثبته ولا يقويه وفيه دليل على أن السحر إفساد وتمويه لا حقيقة له .