Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 7-8)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلاْرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } أي خلقهما وما فيهما كما مر بيانه في « الأعراف » ، أو ما في جهتي العلو والسفل وجمع السموات دون الأرض لاختلاف العلويات بالأصل والذات دون السفليات . { وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ٱلْمَاء } قبل خلقهما لم يكن حائل بينهما لأنه كان موضوعاً على متن الماء ، واستدل به على إمكان الخلاء وأن الماء أول حادث بعد العرش من أجرام هذا العالم . وقيل كان الماء على متن الريح ، والله أعلم بذلك . { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } متعلق بـ { خُلِقَ } أي خلق ذلك كخلق من خلق ليعاملكم معاملة المبتلي لأحوالكم كيف تعملون ، فإن جملة ذلك أسباب ومواد لوجودكم ومعاشكم وما تحتاج إليه أعمالكم ودلائل وأمارات تستدلون بها وتستنبطون منها ، وإنما جاز تعليق فعل البلوى لما فيه من معنى العلم من حيث إنه طريق إليه كالنظر والاستماع ، وإنما ذكر صيغة التفضيل والاختبار شامل لفرق المكلفين باعتبار الحسن والقبح للتحريض على أحاسن المحاسن ، والتحضيض على الترقي دائماً في مراتب العلم والعمل فإن المراد بالعمل ما يعم عمل القلب والجوارح ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " أيكم أحسن عقلاً وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعة الله " والمعنى أيكم أكمل علماً وعملاً . { وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ ٱلْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } أي ما البعث أو القول به أو القرآن المتضمن لذكره إلا كالسحر في الخديعة أو البطلان . وقرأ حمزة والكسائي « إلا ساحر » على أن الإشارة إلى القائل . وقرىء { إِنَّكُمْ } بالفتح على تضمن قلت معنى ذكرت أو أن يكون أن بمعنى على أي ولئن قلت علَّكم مبعوثون ، بمعنى توقعوا بعثكم ولا تبتوا بإنكاره لعدوه من قبيل ما لا حقيقة له مبالغة في إنكاره . { وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ } الموعود . { إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ } إلى جماعة من الأوقات قليلة . { لَّيَقُولَنَّ } استهزاء . { مَا يَحْبِسُهُ } ما يمنعه من الوقوع . { أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ } كيوم بدر . { لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ } ليس العذاب مدفوعاً عنهم ، و { يَوْمٍ } منصوب بخبر { لَّيْسَ } مقدم عليه وهو دليل على جواز تقديم خبرها عليها . { وَحَاقَ بِهِم } وأحاط بهم وضع الماضي موضع المستقبل تحقيقاً ومبالغة في التهديد . { مَّا كَانُوا بِهِ } أي العذاب الذي كانوا به يستعجلون ، فوضع { يستهزؤون } موضع يستعجلون لأن استعجالهم كان استهزاء .