Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 18-19)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَجَاءوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } أي ذي كذب بمعنى مكذوب فيه ، ويجوز أن يكون وصفاً بالمصدر للمبالغة وقرىء بالنصب على الحال من الواو أي جاؤوا كاذبين و { كَذَّبَ } بالدال غير المعجمة أي كدر أو طري . وقيل : أصله البياض الخارج على أظفار الأحداث فشبه به الدم اللاصق على القميص ، وعلى قميصه في موضع النصب على الظرف أي فوق قميصه أو على الحال من الدم إن جوز تقديمها على المجرور . روي : أنه لما سمع بخبر يوسف صاح وسأل عن قميصه فأخذه وألقاه على وجهه وبكى حتى خضب وجهه بدم القميص وقال : ما رأيت كاليوم ذئباً أحلم من هذا أكل ابني ولم يمزق عليه قميصه . ولذلك { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا } أي سهلت لكم أنفسكم وهونت في أعينكم أمراً عظيماً من السول وهو الاسترخاء . { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } أي فأمري صبر جميل ، أو فصبر جميل أجمل ، وفي الحديث " الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه إلى الخلق " { وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ } على احتمال ما تصفونه من إهلاك يوسف وهذه الجريمة كانت قبل استنبائهم إن صح . { وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ } رفقة يسيرون من مدين إلى مصر فنزلوا قريباً من الجب وكان ذلك بعد ثلاث من إلقائه فيه . { فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ } الذي يرد الماء ويستقي لهم وكان مالك بن ذعر الخزاعي . { فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ } فأرسلها في الجب ليملأها فتدلى بها يوسف فلما رآه . { قَالَ يَـا بُشْرىً هَـٰذَا غُلاَمٌ } نادى البشرى بشارة لنفسه أو لقومه كأنه قال تعالى فهذا أوانك . وقيل هو اسم لصاحب له ناداه ليعينه على إخراجه . وقرأ غير الكوفيين « يا بشراي » بالإِضافة ، وأمال فتحة الراء حمزة والكسائي . وقرأ ورش بين اللفظين وقرىء { يَا بُشْرى } بالإِدغام وهو لغة و « بشراي » بالسكون على قصد الوقف . { وَأَسَرُّوهُ } أي الوارد وأصحابه من سائر الرفقة . وقيل أخفوا أمره وقالوا لهم دفعه إلينا أهل الماء لنبيعه لهم بمصر . وقيل الضمير لإخوة يوسف وذلك أن يهوذا كان يأتيه كل يوم بالطعام فأتاه يومئذ فلم يجده فيها فأخبر إخوته فأتوا الرفقة وقالوا : هذا غلامنا أبق منا فاشتروه ، فسكت يوسف مخافة أن يقتلوه . { بِضَـٰعَةً } نصب على الحال أي أخفوه متاعاً للتجارة ، واشتقاقه من البضع فإنه ما بضع من المال للتجارة . { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } لم يخف عليه أسرارهم أو صنيع إخوة يوسف بأبيهم وأخيهم .