Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 4-5)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَفِى ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَـٰوِرٰتٌ } بعضها طيبة وبعضها سبخة ، وبعضها رخوة وبعضها صلبة ، وبعضها تصلح للزرع دون الشجر وبعضها بالعكس . ولولا تخصيص قادر موقع لأفعاله على وجه دون وجه لم تكن كذلك ، لاشتراك تلك القطع في الطبيعة الأرضية وما يلزمها ويعرض لها بتوسط ما يعرض من الأسباب السماوية ، من حيث أنها متضامة متشاركة في النسب والأوضاع . { وَجَنَّـٰتٌ مّنْ أَعْنَـٰبٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ } وبساتين فيها أنواع الأشجار والزروع ، وتوحيد الزرع لأنه مصدر في أصله . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحفص { وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ } بالرفع عطفاً على { وَجَنَّـٰتٌ } . { صِنْوٰنٌ } نخلات أصلها واحد . { وَغَيْرُ صِنْوٰنٍ } متفرقات مختلفات الأصول . وقرأ حفص بالضم وهو لغة بني تميم كـ { قِنْوٰنٌ } في جمع قنو . { تُسْقَى بِمَاء وٰحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِى ٱلأَكلِ } في التمر شكلاً وقدراً ورائحة وطعماً ، وذلك أيضاً مما يدل على الصانع الحكيم ، فإن اختلافها مع اتحاد الأصول والأسباب لا يكون إلا بتخصيص قادر مختار . وقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب « يسقى » بالتذكير على تأويل ما ذكر ، وحمزة والكسائي يفضل بالياء ليطابق قوله { يُدَبّرُ ٱلأَمْرَ } { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يستعملون عقولهم بالتفكر { وَإِن تَعْجَبْ } يا محمد من إنكارهم البعث . { فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ } حقيق بأن يتعجب منه فإن من قدر على إنشاء ما قص عليك كانت الإِعادة أيسر شيء عليه ، والآيات المعدودة كما هي دالة على وجود المبدأ فهي دالة على إمكان الإِعادة من حيث إنها تدل على كمال علمه وقدرته وقبول المواد لأنواع تصرفاته . { أَءِذَا كُنَّا تُرَاباً أَءِنَّا لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ } بدل من قولهم أو مفعول له ، والعامل في إذا محذوف دل عليه : { أَءِنَّا لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ } . { أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ } لأنهم كفروا بقدرته على البعث . { وَأُوْلَئِكَ ٱلأَغْلَـٰلُ فِى أَعْنَـٰقِهِمْ } مقيدون بالضلال لا يرجى خلاصهم أو يغلون يوم القيامة . { وَأُوْلـئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } لا ينفكون عنها ، وتوسيط الفصل لتخصيص الخلود بالكفار .