Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 7-8)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } لعدم اعتدادهم بالآيات المنزلة عليه واقتراحاً لنحو ما أوتي موسى وعيسى عليهما السلام . { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ } مرسل للإنذار كغيرك من الرسل وما عليك إلا الإِتيان بما تصح به نبوتك من جنس المعجزات لا بما يقترح عليك . { وَلِكُلّ قَوْمٍ هَادٍ } نبي مخصوص بمعجزات من جنس ما هو الغالب عليهم يهديهم إلى الحق ويدعوهم إلى الصواب ، أو قادر على هدايتهم وهو الله تعالى لكن لا يهدي إلا من يشاء هدايته بما ينزل عليك من الآيات . ثم أردف ذلك بما يدل على كمال علمه وقدرته وشمول قضائه وقدره ، تنبيهاً على أنه تعالى قادر على إنزال ما اقترحوه وإنما لم ينزل لعلمه بأن اقتراحهم للعناد دون الاسترشاد ، وأنه قادر على هدايتهم وإنما لم يهدهم لسبق قضائه بالكفر فقال : { ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ } أي حملها أو ما تحمله على أي حال هو من الأحوال الحاضرة والمترقبة . { وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ } وما تنقصه وما تزداده في الجنة والمدة والعدد ، وأقصى مدة الحمل أربع سنين عندنا وخمس عند مالك وسنتان عند أبي حنيفة . روي أن الضحاك ولد لسنتين وهرم بن حيان لأربع سنين وأعلى عدده لا حد له . وقيل نهاية ما عرف به أربعة وإليه ذهب أبو حنيفة رضي الله عنه ، وقال الشافعي رحمه الله أخبرني شيخ باليمن أن امرأته ولدت بطوناً في كل بطن خمسة . وقيل المراد نقصان دم الحيض وازدياده ، وغاض جاء متعدياً ولازماً وكذا ازداد قال تعالى : { وَٱزْدَادُواْ تِسْعًا } [ الكهف : 25 ] فإن جعلتهما لازمين تعين إما أن تكون مصدرية . وإسنادهما إلى الأرحام على المجاز فإنهما لله تعالى أو لما فيها . { وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } بقدر لا يجاوزه ولا ينقص عنه كقوله تعالى : { إِنَّا كُلَّ شَىْء خَلَقْنَـٰهُ بِقَدَرٍ } [ القمر : 49 ] فإنه تعالى خص كل حادث بوقت وحال معينين ، وهيأ له أسباباً مسوفة إليه تقتضي ذلك . وقرأ ابن كثير { هَادٍ } و { والٍ } و { وواق } { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍ } بالتنوين في الوصل فإذا وقف وقف بالياء في هذه الأحرف الأربعة حيث وقعت لا غير ، والباقون يصلون ويقفون بغير ياء .