Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 5-10)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأخِرُونَ } أي وما يستأخرون عنه ، وتذكير ضمير { أُمَّةٍ } فيه للحمل على المعنى . { وَقَالُواْ يا أَيُّهَا ٱلَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ } نادوا به النبي صلى الله عليه وسلم على التهكم ، ألا ترى إلى ما نادوه له وهو قولهم . { إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } ونظير ذلك قول فرعون : { إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } [ الشعراء : 27 ] والمعنى إنك لتقول قول المجانين حين تدعي أن الله تعالى نزل عليك الذكر ، أي القرآن . { لَّوْ مَا تَأْتِينَا } ركب { لَوْ } مع { مَا } كما ركبت مع لا لمعنيين امتناع الشيء لوجود غيره والتحضيض . { بِٱلْمَلَـئِكَةِ } ليصدقوك ويعضدوك على الدعوة كقوله تعالى : { لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً } [ الفرقان : 7 ] أو للعقاب على تكذيبنا لك كما أتت الأمم المكذبة قبل . { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } في دعواك . { مَا يُنَزِّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ } بالياء ونصب { ٱلْمَلَـٰئِكَةَ } على أن الضمير لله تعالى . وقرأ حمزة والكسائي وحفص بالنون وأبو بكر بالتاء والبناء للمفعول ورفع { ٱلْمَلَـٰئِكَةَ } . وقرىء { تنَزل } بمعنى تتنزل . { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } إلا تنزيلاً ملتبساً بالحق أي بالوجه الذي قدره واقتضته حكمته ، ولا حكمة في أن تأتيكم بصور تشاهدونها فإنه لا يزيدكم إلا لبساً ، ولا في معاجلتكم بالعقوبة فإن منكم ومن ذراريكم من سبقت كلمتنا له بالإِيمان . وقيل الحق الوحي أو العذاب . { وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ } { إِذَاً } جواب لهم وجزاء لشرط مقدر أي ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين . { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ } رد لإِنكارهم واستهزائهم ولذلك أكده من وجوه وقرره بقوله : { وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ } أي من التحريف والزيادة والنقص بأن جعلناه معجزاً مبايناً لكلام البشر ، بحيث لا يخفى تغيير نظمه على أهل اللسان ، أو نفي تطرق الخلل إليه في الدوام بضمان الحفظ له كما نفى أن يطعن فيه بأنه المنزل له . وقيل الضمير في { لَهُ } للنبي صلى الله عليه وسلم . { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِى شِيَعِ ٱلأَوَّلِينَ } في فرقهم ، جمع شيعة وهي الفرقة المتفقة على طريق ومذهب من شاعه إذا تبعه ، وأصله الشياع وهو الحطب الصغار توقد به الكبار ، والمعنى نبأنا رجالاً فيهم وجعلناهم رسلاً فيما بينهم .