Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 112-112)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً } أي جعلها مثلاً لكل قوم أنعم الله عليهم فأبطرتهم النعمة فكفروا ، فأنزل الله بهم نقمته ، أو لمكة . { كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً } لا يزعج أهلها خوف . { يَأْتِيهَا رِزْقُهَا } أقواتها . { رَغَدًا } واسعاً . { مِّن كُلِّ مَكَانٍ } من نواحيها . { فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ } بنعمه جمع نعمة على ترك الاعتداد بالتاء كدرع وأدرع ، أو جمع نعم كبؤس وأبؤس . { فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ } استعار الذوق لإدراك أثر الضرر ، واللباس لما غشيهم واشتمل عليهم من الجوع والخوف ، وأوقع الإذاقة عليه بالنظر إلى المستعار له كقول كثير : @ غمرُ الرِّدَاءِ إِذَا تَبَسَّمَ ضَاحِكَا غلقَتْ لِضَحْكَتِهِ رِقَابُ المال @@ فإنه استعار الرداء للمعروف لأنه يصون عرض صاحبه صون الرداء لمَّا يلقى عليه ، وأضاف إليه الغمر الذي هو وصف المعروف والنوال لا وصف الرداء نظراً إلى المستعار له ، وقد ينظر إلى المستعار كقوله : @ يُنَازِعْني رِدَائي عَبْدُ عَمْرو رُوَيْدَكَ يَا أَخَا عَمْرُو بن بَكْرِ لِي الشَّطرُ الَّذِي مَلَكت يَمِيني وَدُونَكَ فَاعْتَجِرْ مِنْهُ بِشَطْرٍ @@ استعار الرداء لسيفه ثم قال فاعتجر نظراً إلى المستعار . { بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } بصنيعهم .