Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 2-2)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يُنَزّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ } بالوحي أو القرآن ، فإنه يحيي به القلوب الميتة بالجهل ، أو يقوم في الدين مقام الروح في الجسد ، وذكره عقيب ذلك إشارة إلى الطريق الذي به علم الرسول صلى الله عليه وسلم ما تحقق موعدهم به ودنوه وإزاحة لاستبعادهم اختصاصه بالعلم به . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو { يُنَزّلٍ } من أنزل ، وعن يعقوب مثله وعنه « تنزل » بمعنى تتنزل . وقرأ أبو بكر « تنزل » على المضارع المبني للمفعول من التنزيل . { مِنْ أَمْرِهِ } بأمره أو من أجله . { عَلَىٰ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ } أن يتخذه رسولاً . { أَنْ أَنْذِرُواْ } بأن أنذروا أي اعلموا من نذرت بكذا إذا علمته . { أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلا أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } أن الشأن { لا إِلَـٰهَ إِلا أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } ، أو خوفوا أهل الكفر والمعاصي بأنه { لا إِلَـٰهَ إِلا أَنَاْ } وقوله { فَٱتَّقُونِ } رجوع إلى مخاطبتهم بما هو المقصود ، و { أَن } مفسرة لأن الروح بمعنى الوحي الدال على القول ، أو مصدرية في موضع الجر بدلاً من الروح أو النصب بنزع الخافض ، أو مخففة من الثقيلة . والآية تدل على أن نزول الوحي بواسطة الملائكة وأن حاصله التنبيه على التوحيد الذي هو منتهى كمال القوة العلمية ، والأمر بالتقوى الذي هو أقصى كمال القوة العملية . وأن النبوة عطائية والآيات التي بعدها دليل على وحدانيته من حيث إنها تدل على أنه تعالى هو الموجد لأصول العالم وفروعه على وفق الحكمة والمصلحة ، ولو كان له شريك لقدر على ذلك فيلزم التمانع .