Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 16-16)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً } وإذا تعلقت إرادتنا بإهلاك قوم لإنفاذ قضائنا السابق ، أو دنا وقته المقدر كقولهم : إذا أراد المريض أن يموت ازداد مرضه شدة . { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } متنعميها بالطاعة على لسان رسول بعثناه إليهم ، ويدل على ذلك ما قبله وما بعده ، فإن الفسق هو الخروج عن الطاعة والتمرد في العصيان ، فيدل على الطاعة من طريق المقابلة ، وقيل أمرناهم بالفسق لقوله : { فَفَسَقُواْ فِيهَا } كقولك أمرته فقرأ ، فإنه لا يفهم منه إلا الأمر بالقراءة على أن الأمر مجاز من الحمل عليه ، أو التسبب له بأن صب عليهم من النعم ما أبطرهم وأفضى بهم إلى الفسوق ، ويحتمل أن لا يكون له مفعول منوي كقولهم : أمرته فعصاني . وقيل معناه كثرنا يقال : أمرت الشيء وآمرته فأمر إذا كثرته ، وفي الحديث " خير المال سكة مأبورة ، ومهرة مأمورة " أي كثيرة النتاج . وهو أيضاً مجاز من معنى الطلب ، ويؤيده قراءة يعقوب « آمرنا » ورواية { أَمْرُنَا } عن أبي عمرو ، ويحتمل أن يكون منقولاً من أمر بالضم أمارة أي جعلناهم أمراء ، وتخصيص المترفين لأن غيرهم يتبعهم ولأنهم أسرع إلى الحماقة وأقدر على الفجور . { فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ } يعني كلمة العذاب السابقة بحلوله ، أو بظهور معاصيهم أو بانهماكهم في المعاصي . { فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } أهلكناها بإهلاك أهلها وتخريب ديارهم .