Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 85-86)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَاتبعَ سَبَباً } أي فأراد بلوغ المغرب فاتبع سبباً يوصله إليه ، وقرأ الكوفيون وابن عامر بقطع الألف مخففة التاء . { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ } ذات حمأ من حمئت البئر إذا صارت ذات حمأة . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر « حامية » أي حارة ، ولا تنافي بينهما لجواز أن تكون العين جامعة للوصفين أو « حمية » على أن ياءها مقلوبة عن الهمزة لكسر ما قبلها . ولعله بلغ ساحل المحيط فرآها كذلك إذ لم يكن في مطمح بصره غير الماء ولذلك قال { وَجَدَهَا تَغْرُبُ } ولم يقل كانت تغرب . وقيل إن ابن عباس سمع معاوية يقرأ « حامية » فقال « حمئة » فبعث معاوية إلى كعب الأحبار كيف تجد الشمس تغرب قال في ماء وطين كذلك نجده في التوراة { وَوَجَدَ عِندَهَا } عند تلك العين . { قَوْماً } قيل كان لباسهم جلود الوحش وطعامهم ما لفظه البحر ، وكانوا كفاراً فخيره الله بين أن يعذبهم أو يدعوهم إلى الإِيمان كما حكى بقوله . { قُلْنَا يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذّبَ } أي بالقتل على كفرهم . { وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً } بالإِرشاد وتعليم الشرائع . وقيل خيره الله بين القتل والأسر وسماه إحساناً في مقابلة القتل ويؤيده الأول قوله :