Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 8-15)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى غُلَـٰمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِى عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً } جساوة وقحولاً في المفاصل ، وأصله عتو وكقعود فاستثقلوا توالي الضمتين والواوين فكسروا التاء فانقلبت الواو الأولى ياء ، ثم قلبت الثانية وأدغمت وقرأ حمزة والكسائي وحفص { عِتِيّاً } بالكسر ، وإنما استعجب الولد من شيخ فان وعجوز عاقر اعترافاً بأن المؤثر فيه كمال قدرته وأن الوسائط عند التحقيق ملغاة ولذلك : { قَالَ } أي الله تعالى أو الملك المبلغ للبشارة تصديقاً له . { كَذٰلِكَ } الأمر كذلك ، ويجوز أن تكون الكاف منصوبة بـ { قَالَ } في : { قَالَ رَبُّكَ } وذلك إشارة إلى مبهم يفسره . { هُوَ عَلَىَّ هَيّنٌ } ويؤيد الأول قراءة من قرأ { وَهُوَ عَلَيَّ هَيّنٌ } أي الأمر كما قلت ، أو كما وعدت وهو على ذلك يهون علي ، أو كما وعدت وهو عليّ هين لا أحتاج فيما أريد أن أفعله إلى الأسباب ، ومفعول قال الثاني محذوف . { وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً } بل كنت معدوماً صرفاً ، وفيه دليل على أن المعدوم ليس بشيء ، وقرأ حمزة والكسائي « وقد خلقناك » . { قَالَ رَبِّ ٱجْعَلْ لِّى ءَايَةً } علامة أعلم بها وقوع ما بشرتني به . { قَالَ ءايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا } سَوِيُّ الخَلْقِ ما بك من خرس ولا بكم ، وإنما ذكر الليالي هنا والأيام في « آل عمران » للدلالة على أنه استمر عليه المنع من كلام الناس والتجرد للذكر والشكر ثلاثة أيام ولياليهن . { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ } من المصلى أو من الغرفة . { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ } فأومأ إليهم لقوله { إِلاَّ رَمْزًا } . وقيل كتب لهم على الأرض . { أَن سَبِّحُواْ } صلوا أو نزهوا ربكم . { بُكْرَةً وَعَشِيّاً } طرفي النهار ، ولعله كان مأموراً بأن يسبح ويأمر قومه بأن يوافقوه ، و { أَن } تحتمل أن تكون مصدرية وأن تكون مفسرة . { يَا يَحْيَىٰ } على تقدير القول . { خُذِ ٱلْكِتَـٰبَ } التوراة . { بِقُوَّةٍ } بجد واستظهار بالتوفيق . { وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ صَبِيّاً } يعني الحكمة وفهم التوراة ، وقيل النبوة أحكم الله عقله في صباه واستنبأه . { وَحَنَانًا مّن لَّدُنَّا } ورحمة منا عليه أو رحمة وتعطفاً في قلبه على أبوييه وغيرهما عطف على الحكم . { وَزَكَوٰةً } وطهارة من الذنوب أو صدقة أي تصدق الله به على أبويه ، أو مكنه ووفقه للتصديق على الناس . { وَكَانَ تَقِيّا } مطيعاً متجنباً عن المعاصي . { وَبَرّاً بِوٰلِدَيْهِ } وباراً بهما . { وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً } عاقاً أو عاصي ربه . { وَسَلَـٰمٌ عَلَيْهِ } من الله . { يَوْمَ وُلِدَ } من أن يناله الشيطان بما ينال به بني آدم . { وَيَوْمَ يَمُوتُ } من عذاب القبر . { وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَياً } من عذاب النار وهو القيامة .