Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 125-125)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ } أي الكعبة ، غلب عليها كالنجم على الثريا . { مَثَابَةً لّلنَّاسِ } مرجعاً يثوب إليه أعيان الزوار أو أمثالهم ، أو موضع ثواب يثابون بحجه واعتماره . وقرىء : « مثابات » أي لأنه مثابة كل أحد . { وَأَمْناً } وموضع أمن لا يتعرض لأهله كقوله تعالى : { حَرَماً ءامِناً } [ القصص : 57 ] ويتخطف الناس من حولهم ، أو يأمن حاجَّهُ من عذاب الآخرة من حيث إن الحج يجب ما قبله ، أولاً يؤاخذ الجاني الملتجىء إليه حتى يخرج ، وهو مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه . { وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرٰهِيمَ مُصَلًّى } على إرادة القول ، أو عطف على المقدر عاملاً لإذ ، أو اعتراض معطوف على مضمر تقديره توبوا إليه واتخذوا ، على أن الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو أمر استحباب ، ومقام إبراهيم هو الحجر الذي فيه أثر قدمه ، أو الموضع الذي كان فيه الحجر حين قام عليه ودعا الناس إلى الحج ، أو رفع بناء البيت وهو موضعه اليوم . روي أنه عليه الصلاة والسلام أخذ بيد عمر رضي الله تعالى عنه وقال : " هذا مقام إبراهيم ، فقال عمر : أفلا نتخذه مصلى ، فقال : لم أومر بذلك ، فلم تغب الشمس حتى نزلت " وقيل : المراد به الأمر بركعتي الطواف ، لما روى جابر أنه عليه الصلاة والسلام : لما فرغ من طوافه عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين وقرأ : { وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرٰهِيمَ مُصَلًّى } وللشافعي رحمه الله تعالى في وجوبهما قولان . وقيل : مقام إبراهيم الحرم كله . وقيل : مواقف الحج واتخاذها مصلى أن يدعى فيها ، ويتقرب إلى الله تعالى . وقرأ نافع وابن عامر { وَٱتَّخَذُواْ } بلفظ الماضي عطفاً على { جَعَلْنَا } ، أي : واتخذوا الناس مقامه الموسوم به ، يعني الكعبة قبلة يصلون إليها . { وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرٰهِيمَ وَإِسْمَـٰعِيلَ } أمرناهما . { أَن طَهّرَا بَيْتِيَ } ويجوز أن تكون أن مفسرة لتضمن العهد معنى القول ، يريد طهراه من الأوثان والأنجاس وما لا يليق به ، أو أخلصاه . { لِلطَّائِفِينَ } حوله . { وَٱلْعَـٰكِفِينَ } المقيمين عنده ، أو المعتكفين فيه { وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ } . أي المصلين ، جمع راكع وساجد .