Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 150-150)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيثُمَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ } كرر هذا الحكم لتعدد علله ، فإنه تعالى ذكر للتحويل ثلاث علل . تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم بابتغاء مرضاته ، وجري العادة الإِلهية على أن يولي أهل كل ملة وصاحب دعوة وجهة يستقبلها ويتميز بها . ودفع حجج المخالفين على ما نبينه . وقرن بكل علة معلولها كما يقرن المدلول بكل واحد من دلائله تقريباً وتقريراً ، مع أن القبلة لها شأن . والنسخ من مظان الفتنة والشبهة فبالحري أن يؤكد أمرها ويعاد ذكرها مرة بعد أخرى . { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ } علة لقوله { فَوَلُّواْ } ، والمعنى أن التولية عن الصخرة إلى الكعبة تدفع احتجاج اليهود بأن المنعوت في التوراة قبلته الكعبة ، وأن محمداً يجحد ديننا ويتبعنا في قبلتنا . والمشركين بأنه يدعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ } استثناء من الناس ، أي لئلا يكون لأحد من الناس حجة إلا المعاندين منهم بأَنهم يقولون ، ما تحول إلى الكعبة إلا ميلاً إلى دين قومه وحباً لبلده ، أو بدا له فرجع إلى قبلة آبائه ويوشك أن يرجع إلى دينهم . وسمى هذه حجة كقوله تعالى : { حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبّهِمْ } [ الشورى : 16 ] لأنهم يسوقونها مساقها . وقيل الحجة بمعنى الاحتجاج . وقيل الاستثناء للمبالغة في نفي الحجة رأساً كقوله : @ وَلاَ عَيْبَ فِيهمْ غَيْرَ أَنَّ سُيوفَهُم بِهِنَّ فُلولٌ مِنْ قِراعِ الكَتَائِبِ @@ للعلم بأن الظالم لا حجة له ، وقرىء : إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ . على أنه استئناف بحرف التنبيه . { فَلاَ تَخْشَوْهُمْ } فلا تخافوهم ، فإن مَطَاعِنِهم لا تضركم . { وَٱخْشَوْنِى } فلا تخالفوا ما أمرتكم به . { وَلأُتِمَّ نِعْمَتِى عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } علة محذوف أي وأمرتكم لإِتمامي النعمة عليكم وإرادتي اهتدائكم ، أو عطف على علة مقدرة مثل : واخشوني لأحفظكم منهم ولأُتم نعمتي عليكم ، أو لئلا يكون وفي الحديث « تمام النعمة دخول الجنة » . وعن علي رضي الله تعالى عنه : « تمام النعمة الموت على الإِسلام » .