Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 176-177)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقّ } أي ذلك العذاب بسبب أن الله نزل الكتاب بالحق فرفضوه بالتكذيب أو الكتمان . { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَـٰبِ } اللام فيه إما للجنس ، واختلافهم إيمانهم ببعض كتب الله تعالى وكفرهم ببعض . أو للعهد ، والإِشارة إما إلى التوراة ، واختلفوا بمعنى تخلفوا عن المنهج المستقيم في تأويلها ، أو خلفوا خلال ما أنزل الله تعالى مكانه ، أي حرفوا ما فيها . وإما إلى القرآن واختلافهم فيه قولهم سحر ، وَتَقوَّلَ ، وكلام علمه بشر ، وأساطير الأولين . { لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } لفي خلاف بعيد عن الحق . { لَّيْسَ ٱلْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ } { ٱلْبَرّ } : كل فعل مرضٍ ، والخطاب لأهل الكتاب فإنهم أكثروا الخوض في أمر القبلة حين حولت ، وادعى كل طائفة أن البر هو التوجه إلى قبلته ، فرد الله تعالى عليهم وقال : ليس البر ما أنتم عليه فإنه منسوخ ، ولكن البر ما بينه الله واتبعه المؤمنون . وقيل عام لهم وللمسلمين ، أي ليس البر مقصوراً بأمر القبلة ، أو ليس البر العظيم الذي يحسن أن تذهلوا بشأنه عن غيره أمرها ، وقرأ حمزة وحفص { ٱلْبَرّ } بالنصب { وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱلْمَلَـئِكَةِ وَٱلْكِتَـٰبِ وَٱلنَّبِيّينَ } أي ولكن البر الذي ينبغي أن يهتم به بر من آمن بالله ، أو لكن ذا البر من آمن ، ويؤيده قراءة من قرأ ولكن « البار » . والأول أوفق وأحسن . والمراد بالكتاب الجنس ، أو القرآن . وقرأ نافع وابن عامر { وَلَـٰكِنِ } بالتخفيف ورفع { ٱلْبَرّ } . { وَآتَى المَالَ عَلى حُبِّهِ } أي على حب المال ، قال عليه الصلاة والسلام لما سئل أي الصدقة أفضل قال : " أن تؤتيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش ، وتخشى الفقر " وقيل الضمير لله ، أو للمصدر . والجار والمجرور في موضع الحال . { ذَوِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ } يريد المحاويج منهم ، ولم يقيد لعدم الالتباس . وقدم ذوي القربى لأن إيتاءهم أفضل كما قال عليه الصلاة والسلام : " صدقتك على المسكين صدقة وعلى ذوي رحمك اثنتان ، صدقة وصلة " { وَٱلْمَسَـٰكِينُ } جمع المسكين وهو الذي أسكنته الخلة ، وأصله دائم السكون كالمسكير للدائم السكر . { وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } المسافر ، سمي به لملازمته السبيل كما سمي القاطع ابن الطريق . وقيل الضيف لأن السبيل يرعف به . { وَٱلسَّائِلِينَ } الذين ألجأتهم الحاجة إلى السؤال ، وقال عليه السلام : " للسائل حق وإن جاء على فرسه " { وَفِي ٱلرّقَابِ } وفي تخليصها بمعاونة المكاتبين ، أو فك الأساري ، أو ابتياع الرقاب لعتقها . { وأَقامَ الصَّلاةَ } المفروضة . { وَآتَى الزَّكَاةَ } يحتمل أن يكون المقصود منه ومن قوله : { وَآتَى المَالَ } الزكاة المفروضة ، ولكن الغرض من الأول ببيان مصارفها ، ومن الثاني أداؤها والحث عليها . ويحتمل أن يكون المراد بالأول نوافل الصدقات أو حقوقاً كانت في المال سوى الزكاة .