Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 221-221)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلاَ تَنْكِحُواْ ٱلْمُشْرِكَـٰتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ } أي ولا تتزوجوهن . وقرىء بالضم أي ولا تزوجوهن من المسلمين ، والمشركات تعم الكتابيات لأن أهل الكتاب مشركون لقوله تعالى : { وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَى ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ } [ التوبة : 30 ] إلى قوله : { سُبْحَـٰنَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ التوبة : 31 ] ولكنها خصت عنها بقوله : { وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ } [ المائدة : 5 ] روي ( أنه عليه الصلاة والسلام بعث مرثداً الغنوي إلى مكة ليخرج منها أناساً من المسلمين ، فأتته عناق وكان يهواها في الجاهلية فقالت : ألا تخلو . فقال : إن الإسلام حال بيننا فقالت : هل لك أن تتزوج بي فقال نعم ولكن استأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأمره ) فنزلت { وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مّن مُّشْرِكَةٍ } أي وَلامْرأة مؤمنة حرة كانت أو مملوكة ، فإن الناس كلهم عبيد الله وإماؤه . { وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ } بحسنها وشمائلها ، والواو للحال ولو بمعنى إن وهو كثير . { وَلاَ تُنكِحُواْ ٱلْمُشِرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُواْ } ولا تزوجوا منهم المؤمنات حتى يؤمنوا ، وهو على عمومه . { وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ } تعليل للنهي عن مواصلتهم ، وترغيب في مواصلة المؤمنين . { أُوْلَـٰئِكَ } إشارة إلى المذكورين من المشركين والمشركات . { يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ } أي الكفر المؤدي إلى النار فلا يليق موالاتهم ومصاهرتهم . { وَٱللَّهُ } أي وأولياؤه ، يعني المؤمنين حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه تفخيماً لشأنهم . { يَدْعُو إِلَىٰ ٱلْجَنَّةِ وَٱلْمَغْفِرَةِ } أي إلى الاعتقاد والعمل الموصلين إليهما فهم الأحقاء بالمواصلة . { بِإِذْنِهِ } أي بتوفيق الله تعالى وتيسيره ، أو بقضائه وإرادته . { وَيُبَيِنُ آيَـٰتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } لكي يتذكروا ، أو ليكونوا بحيث يرجى منهم التذكر لما ركز في العقول من ميل الخير ومخالفة الهوى .