Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 256-256)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ } إذ الإِكراه في الحقيقة إلزام الغير فعلاً لا يرى فيه خيراً يحمله عليه ، ولكن { قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيّ } تميز الإِيمان من الكفر بالآيات الواضحة ، ودلت الدلائل على أن الإِيمان رشد يوصل إلى السعادة الأبدية والكفر غي يؤدي إلى الشقاوة السرمدية ، والعاقل متى تبين له ذلك بادرت نفسه إلى الإِيمان طلباً للفوز بالسعادة والنجاة ، ولم يحتج إلى الإِكراه والإِلجاء . وقبل إخبار في معنى النهي ، أي لا تكرهوا في الدين ، وهو إما عام منسوخ بقوله ؛ { جَـٰهِدِ ٱلْكُفَّـٰرَ وَٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ } [ التوبة : 73 ] أو خاص بأهل الكتاب لما روي ( أن أنصارياً كان له ابنان تنصرا قبل المبعث ، ثم قدما المدينة فلزمهما أبوهما وقال : والله لا أدعكما حتى تسلما فأبيا ، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : الأنصاري يا رسول الله أيدخل بِعَقْبَيَّ النار وأنا أنظر إليه فنزلت فخلاهما ) . { فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّـٰغُوتِ } بالشيطان ، أو الأصنام ، أو كل ما عبد من دون الله ، أو صد عن عبادة الله تعالى . فعلوت من الطغيان قلبت عينه ولامه . { وَيُؤْمِن بِٱللَّهِ } بالتوحيد وتصديق الرسل . { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } طلب الإِمساك عن نفسه بالعروة الوثقى من الحبل الوثيق ، وهي مستعارة لمتمسك الحق من النظر الصحيح والرأي القويم . { لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا } لا انقطاع لها يقال فصمته فانفصم إذا كسرته . { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } بالأقوال { عَلِيمٌ } بالنيات ، ولعله تهديد على النفاق .