Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 271-272)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِن تُبْدُواْ ٱلصَّدَقَـٰتِ فَنِعِمَّا هِيَ } فنعم شيئاً إبداؤها . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بفتح النون وكسر العين على الأصل . وقرأ أبو بكر وأبو عمرو وقالون بكسر النون وسكون العين ، وروي عنهم بكسر النون وإخفاء حركة العين وهو أقيس . { وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا ٱلْفُقَرَاء } أي تعطوها مع الإِخفاء . { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } فالإِخفاء خير لكم ، وهذا في التطوع ولمن لم يعرف بالمال فإن إبداء الغرض لغيره أفضل لنفي التهمة عنه . عن ابن عباس رضي الله عنهما ( صدقة السر في التطوع تفضل علانيتها سبعين ضعفاً ، وصدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمسة وعشرين ضعفاً ) . { وَيُكَفّرُ عَنكُم مّن سَيّئَاتِكُمْ } قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص بالياء أي والله يكفر أو الإِخفاء . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية ابن عياش ويعقوب بالنون مرفوعاً على أنه جملة فعلية مبتدأة أو إسمية معطوفة على ما بعد الفاء أي : ونحن نكفر . وقرأ نافع وحمزة والكسائي به مجزوماً على محل الفاء وما بعده . وقرىء بالتاء مرفوعاً ومجزوماً والفعل للصدقات . { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } ترغيب في الإِسرار . { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ } لا يجب عليك أن تجعل الناس مهديين ، وإنما عليك الإِرشاد والحث على المحاسن ، والنهي عن المقابح كالمن والأذى وإنفاق الخبيث . { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء } صريح بأن الهداية من الله تعالى وبمشيئته ، وإنها تخص بقوم دون قوم . { وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ } من نفقة معروفة . { فَلأَنفُسِكُمْ } فهو لأنفسكم لا ينتفع به غيركم فلا تمنوا عليه ولا تنفقوا الخبيث . { وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ٱبْتِغَاء وَجْهِ ٱللَّهِ } حال ، وكأنه قال وما تنفقون من خير فلأنفسكم غير منفقين إلا لابتغاء وجه الله وطلب ثوابه . أو عطف على ما قبله أي وليست نفقتكم إلا لابتغاء وجهه فما بالكم تمنون بها وتنفقون الخبيث . وقيل : نفي في معنى النهي . { وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ } ثوابه أضعافاً مضاعفة ، فهو تأكيد للشرطية السابقة ، أو ما يخلف للمنفق استجابة لقوله عليه الصلاة والسلام " اللهم اجعل لمنفق خلفاً ، ولممسك تلفاً " روي : أن ناساً من المسلمين كانت لهم أصهار ورضاع في اليهود ، وكانوا ينفقون عليهم ، فكرهوا لما أسلموا أن ينفعوهم فنزلت . وهذا في غير الواجب أما الواجب فلا يجوز صرفه إلى الكفار . { وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } أي لا تنقصون ثواب نفقاتكم .