Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 81-81)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَلَىٰ } إثبات لما نفوه من مساس النار لهم زماناً مديداً ودهراً طويلاً على وجه أعم ، ليكون كالبرهان على بطلان قولهم ، وتختص بجواب النفي { مَن كَسَبَ سَيّئَةً } قبيحة ، والفرق بينها وبين الخطيئة أنها قد تقال فيما يقصد بالذات ، والخطيئة تغلب فيما يقصد بالعرض لأنه من الخطأ ، والكسب : استجلاب النفع . وتعليقه بالسيئة على طريق قوله : { فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ آل عمران : 21 ] { وَأَحَـٰطَتْ بِهِ خَطِيـئَـتُهُ } أي استولت عليه ، وشملت جملة أحواله حتى صار كالمحاط بها لا يخلو عنها شيء من جوانبه ، وهذا إنما يصح في شأن الكافر لأن غيره وإن لم يكن له سوى تصديق قلبه وإقرار لسانه فلم تحط الخطيئة به ، ولذلك فسرها السلف بالكفر . وتحقيق ذلك : أن من أذنب ذنباً ولم يقلع عنه استجره إلى معاودة مثله والانهماك فيه وارتكاب ما هو أكبر منه ، حتى تستولي عليه الذنوب وتأخذ بمجامع قلبه فيصير بطبعه مائلاً إلى المعاصي ، مستحسناً إياها معتقداً أن لا لذة سواها ، مبغضاً لمن يمنعه عنها مكذباً لمن ينصحه فيها ، كما قال الله تعالى : { ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوۤأَىٰ أَن كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } [ الروم : 10 ] . وقرأ نافع { خطيئاته } . وقرىء « خطيته » و « خطياته » على القلب والإدغام فيهما . { فَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ } ملازموها في الآخرة كما أنهم ملازمون أسبابها في الدنيا { هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } دائمون ، أو لابثون لبثاً طويلاً . والآية كما ترى لا حجة فيها على خلود صاحب الكبيرة وكذا التي قبلها .