Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 93-93)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَا ءاتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَٱسْمَعُواْ } أي قلنا لهم : خذوا ما أمرتم به في التوراة بجد واسمعوا سماع طاعة . { قَالُواْ سَمِعْنَا } قولك { وَعَصَيْنَا } أمرك { وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ } تداخلهم حبه ورسخ في قلوبهم صورته ، لفرط شغفهم به ، كما يتداخل الصبغ الثوب ، والشراب أعماق البدن . وفي قلوبهم : بيان لمكان الإشراب كقوله تعالى : { إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً } { بِكُفْرِهِمْ } بسبب كفرهم وذلك لأنهم كانوا مجسمة ، أو حلولية ولم يروا جسماً أعجب منه ، فتمكن في قلوبهم ما سول لهم السامري { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَـٰنُكُمْ } أي بالتوراة ، والمخصوص بالذم محذوف نحو هذا الأمر ، أو ما يعمه وغيره من قبائحهم المعدودة في الآيات الثلاث إلزاماً عليهم { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } تقرير للقدح . في دعواهم الإيمان بالتوراة ، وتقديره إن كنتم مؤمنين بها لم يأمركم بهذه القبائح ولا يرخص لكم فيها إيمانكم بها ، أو إن كنتم مؤمنين بها فبئسما يأمركم به إيمانكم بها ، لأن المؤمن ينبغي أن لا يتعاطى إلا ما يقتضيه إيمانه ، لكن الإيمان بها لا يأمر به ، فإذاً لستم بمؤمنين .