Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 50-50)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِى أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ } من الأنواع { خَلْقَهُ } صورته وشكله الذي يطابق كماله الممكن له ، أو أعطى خليقته كل شيء يحتاجون إليه ويرتفقون به ، فقدم المفعول الثاني لأنه المقصود بيانه . وقيل أعطى كل حيوان نظيره في الخلق والصورة زوجاً . وقرىء { خَلَقَهُ } صفة للمضاف إليه أو المضاف على شذوذ فيكون المفعول الثاني محذوفاً أي : أعطى كل مخلوق ما يصلحه . { ثُمَّ هَدَىٰ } ثم عرفه كيف يرتفق بما أعطي وكيف يتوصل به إلى بقائه وكماله اختياراً أو طبعاً ، وهو جواب في غاية البلاغة لاختصاره وإعرابه عن الموجودات بأسرها على مراتبها ، ودلالته على أن الغني القادر بالذات المنعم على الإِطلاق هو الله تعالى وأن جميع ما عداه مفتقر إليه منعم عليه في حد ذاته وصفاته وأفعاله ، ولذلك بهت الذي كفر وأفحم عن الدخل عليه فلم ير إِلاَّ صَرْفَ الكلام عنه .