Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 45-50)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِٱلْوَحْىِ } بما أوحي إلي . { وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَاءَ } وقرأ ابن عامر ولا تسمع الصم على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقرىء بالياء على أن فيه ضميره ، وإنما سماهم { ٱلصُّمُّ } ووضعه موضع ضميرهم للدلالة على تصامهم وعدم انتفاعهم بما يسمعون . { إِذَا مَا يُنذَرُونَ } منصوب بـ { يَسْمَعُ } أو بـ { ٱلدُّعَاء } والتقييد به لأن الكلام في الإِنذار أو للمبالغة في تصامهم وتجاسرهم . { وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ } أدنى شيء ، وفيه مبالغات ذكر المس وما فيه النفحة من معنى القلة ، فإن أصل النفح هبوب رائحة الشيء والبناء الدال على المرة . { مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ } من الذي ينذرون به . { لَيَقُولُنَّ يٰويْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ } لدعوا على أنفسهم بالويل واعترفوا عليها بالظلم . { وَنَضَعُ ٱلْمَوٰزِينَ ٱلْقِسْطَ } العدل توزن بها صحائف الأعمال . وقيل وضع الموازين تمثيل لإِرصاد الحساب السوي والجزاء على حسب الأعمال بالعدل ، وإفراد { ٱلْقِسْطَ } لأنه مصدر وصف به للمبالغة . { لِيَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } لجزاء يوم القيامة أو لأهله ، أو فيه كقولك : جئت لخمس خلون من الشهر . { فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً } من حقها أو من الظلم . { وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ } أي وإن كان العمل أو الظلم مقدار حبة ، ورفع نافع { مِثْقَالَ } على { كَانَ } التامة . { أَتَيْنَا بِهَا } أحضرناها ، وقرىء { ءَاتَيْنَا } بمعنى جازينا بها من الإِيتاء فإنه قريب من أعطينا ، أو من المؤاتاة فإنهم أتوه بالأعمال وأتاهم بالجزاء وأثبنا من الثواب وجئنا ، والضمير للمثقال وتأنيثه لإِضافته إلى الـ { حَبَّةٍ } . { وَكَفَىٰ بِنَا حَـٰسِبِينَ } إذ لا مزيدة على علمنا وعدلنا . { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ ٱلْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ } أي الكتاب الجامع لكونه فارقاً بين الحق والباطل ، { وَضِيَاء } يستضاء به في ظلمات الحيرة والجهالة ، { وَذِكْراً } يتعظ به المتقون أو ذكر ما يحتاجون إليه من الشرائع . وقيل { ٱلْفُرْقَانَ } النصر ، وقيل فلق البحر وقرىء { ضِيَاء } بغير واو على أنه حال من { ٱلْفُرْقَانَ } . { ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم } صفة { لّلْمُتَّقِينَ } أو مدح لهم منصوب أو مرفوع . { بِٱلْغَيْبِ } حال من الفاعل أو المفعول . { وَهُمْ مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشْفِقُونَ } خائفون وفي تصدير الضمير وبناء الحكم عليه مبالغة وتعريض . { وَهَـٰذَا ذِكْرٌ } يعني القرآن . { مُّبَارَكٌ } كثير خيره . { أَنزَلْنَـٰهُ } على محمد عليه الصلاة والسلام . { أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } استفهام توبيخ .