Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 79-79)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَفَهَّمْنَـٰهَا سُلَيْمَـٰنَ } الضمير للحكومة أو للفتوى وقرىء « فأفهمناها » . روي أن داود حكم بالغنم لصاحب الحرث فقال سليمان وهو ابن إحدى عشرة سنة : غير هذا أرفق بهما فأمر بدفع الغنم إلى أهل الحرث ينتفعون بألبانها وأولادها وأشعارها والحرث إلى أرباب الغنم يقومون عليه حتى يعود إلى ما كان ثم يترادان . ولعلهما قالا اجتهادا والأول نظير قول أبي حنيفة في العبد الجاني والثاني مثل قول الشافعي بغرم الحيلولة في العبد المغصوب إذا أبق ، وحكمه في شرعنا عند الشافعي وجوب ضمان المتلف بالليل إذ المعتاد ضبط الدواب ليلاً وهكذا قضى النبي صلى الله عليه وسلم لما دخلت ناقة البراء حائطاً وأفسدته فقال " على أهل الأموال حفظها بالنهار وعلى أهل الماشية حفظها بالليل " وعند أبي حنيفة لا ضمان إِلاَّ أن يكون معها حافظ لقوله صلى الله عليه وسلم " جرح العجماء جبار " { وَكُلاًّ ءَاتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً } دليل على أن خطأ المجتهد لا يقدح فيه . وقيل على أن كل مجتهد مصيب وهو مخالف لمفهوم قوله تعالى : { فَفَهَّمْنَـٰهَا } ولولا النقل لاحتمل توافقهما على أن قوله ففهمناها لإِظهار ما تفضل عليه في صغره . { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودُ ٱلْجِبَالَ يُسَبّحْنَ } يقدسن الله معه إما بلسان الحال أو بصوت يتمثل له ، أو بخلق الله تعالى فيها الكلام . وقيل يسرن معه من السباحة وهو حال أو استئناف لبيان وجه التسخير و { مَّعَ } متعلقة بـ { سَخَّرْنَا } أو { يُسَبِّحْنَ } { وَٱلطَّيْرَ } عطف على { ٱلْجِبَالَ } أو مفعول معه . وقرىء بالرفع على الإِبتداء أو العطف على الضمير على ضعف . { وَكُنَّا فَـٰعِلِينَ } لأمثاله فليس ببدع منا وإن كان عجباً عندكم .