Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 52-52)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِىٍّ } الرسول من بعثه الله بشريعة مجددة يدعو الناس إليها ، والنبي يعمه ومن بعثه لتقرير شرع سابق كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهم السلام ، ولذلك شبه النبي صلى الله عليه وسلم علماء أمته بهم ، فالنبي أعم من الرسول ويدل عليه أنه عليه الصلاة والسلام سئل عن الأنبياء فقال : " مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، قيل فكم الرسل منهم قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر جماً غفيراً " وقيل الرسول من جمع إلى المعجزة كتاباً منزلاً عليه ، والنبي غير الرسول من لا كتاب له . وقيل الرسول من يأتيه الملك بالوحي ، والنبي يقال له ولمن يوحى إليه في المنام . { إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ } زور في نفسه ما يهواه . { أَلْقَى ٱلشَّيْطَـٰنُ فِى أُمْنِيَّتِهِ } في تشهيه ما يوجب اشتغاله بالدنيا كما قال عليه الصلاة والسلام " وإنه ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم سبعين مرة " { فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلْقِى ٱلشَّيْطَـٰنُ } فيبطله ويذهب به بعصمته عن الركون إليه والإِرشاد إلى ما يزيحه . { ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ ءَايَـٰتِهِ } ثم يثبت آياته الداعية إلى الاستغراق في أمر الآخرة . { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بأحوال الناس . { حَكِيمٌ } فيما يفعله بهم ، قيل حدث نفسه بزوال المسكنة فنزلت . وقيل تمنى لحرصه على إيمان قومه أن ينزل عليه ما يقربهم إليه واستمر به ذلك حتى كان في ناديهم فنزلت عليه سورة « وَٱلنَّجْمِ » فأخذ يقرؤها فلما بلغ { وَمَنَوٰةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ } [ النجم : 20 ] وسوس إليه الشيطان حتى سبق لسانه سهواً إلى أن قال : تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ، ففرح به المشركون حتى شايعوه بالسجود لمَّا سجد في آخرها ، بحيث لم يبق في المسجد مؤمن ولا مشرك إلا سجد ، ثم نبهه جبريل عليه السلام فاغتم لذلك فعزاه الله بهذه الآية . وهو مردود عند المحققين وإن صح فابتلاء يتميز به الثابت على الإِيمان عن المتزلزل فيه ، وقيل تمنى قرأ كقوله : @ تَمَنَّى كِتَابَ الله أَوَّلَ لَيْلَة تَمَنِّيَ دَاوُدُ الزَّبُورَ عَلَى رسلِ @@ وأمنيته قراءته وإلقاء الشيطان فيها أن تكلم بذلك رافعاً صوته بحيث ظن السامعون أنه من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم . وقد رد أيضاً بأنه يخل بالوثوق على القرآن ولا يندفع بقوله { فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلْقِى ٱلشَّيْطَـٰنُ ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ ءَايَـٰتِهِ } لأنه أيضاً يحتمله ، والآية تدل على جواز السهو على الأنبياء وتطرق الوسوسة إليهم .