Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 7-16)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَاء ذٰلِكَ } المستثنى . { فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ } الكاملون في العدوان . { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَـٰنَـٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ } لما يؤتمنون عليه ويعاهدون من جهة الحق أو الخلق . { رٰعُونَ } قائمون بحفظها وإصلاحها ، وقرأ ابن كثير هنا وفي « المعارج » { لأمانتهم } على الإِفراد ولأمن الإِلباس أو لأنها في الأصل مصدر . { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوٰتِهِمْ يُحَـٰفِظُونَ } يواظبون عليها ويؤدونها في أوقاتها ، ولفظ الفعل فيه لما في الصلاة من التجدد والتكرر ولذلك جمعه غير حمزة والكسائي ، وليس ذلك تكريراً لما وصفهم به أولاً فإن الخشوع في الصلاة غير المحافظة عليها ، وفي تصدير الأوصاف وختمها بأمر الصلاة تعظيم لشأنها . { أُوْلَـٰئِكَ } الجامعون لهذه الصفات . { هُمُ ٱلْوٰرِثُونَ } الأحقاء بأن يسموا وُرَّاثاً دون غيرهم . { ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ } بيان لما يرثونه وتقييد للوراثة بعد إطلاقها تفخيماً لها وتأكيداً ، وهي مستعارة لاستحقاقهم الفردوس من أعمالهم ، وإن كان بمقتضى وعده مبالغة فيه . وقيل إنهم يرثون من الكفار منازلهم فيها حيث فوتوها على أنفسهم لأنه تعالى خلق لكل إنسان منزلاً في الجنة ومنزلاً في النار . { هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } أنث الضمير لأنه اسم للجنة أو لطبقتها العليا . { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةٍ } من خلاصة سلت من بين الكدر . { مِن طِينٍ } متعلق بمحذوف لأنه صفة لـ { سُلَـٰلَةٍ } أو من بيانية أو بمعنى { سُلَـٰلَةٍ } لأنها في معنى مسلولة فتكون ابتدائية كالأولى ، والإِنسان آدم عليه الصلاة والسلام خلق من صفوة سلت من الطين ، أو الجنس فإنهم خلقوا من سلالات جعلت نطفاً بعد أدوار . وقيل المراد بالطين آدم لأنه خلق منه والسلالة نطفته . { ثُمَّ جَعَلْنَـٰهُ } ثم جعلنا نسله فحذف المضاف . { نُّطْفَةٍ } بأن خلقناه منها أو ثم جعلنا السلالة نطفة ، وتذكير الضمير على تأويل الجوهر أو المسلول أو الماء . { فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } مستقر حصين يعني الرحم ، وهو في الأصل صفة للمستقر وصف به المحل للمبالغة كما عبر عنه بالقرار . { ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً } بأن أحلنا النطفة البيضاء علقة حمراء . { فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً } فصيرناها قطعة لحم . { فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَـٰماً } بأن صلبناها . { فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَـٰمَ لَحْماً } مما بقي من المضغة أو مما أنبتنا عليها مما يصل إليها ، واختلاف العواطف لتفاوت الاستحالات والجمع لاختلافها في الهيئة والصلابة ، وقرأ ابن عامر وأبو بكر على التوحيد فيهما اكتفاء باسم الجنس عن الجمع ، وقرىء بإفراد أحدهما وجمع الآخر . { ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً ءَاخَر } وهو صورة البدن أو الروح أو القوى بنفخه فيه أو المجموع ، و { ثُمَّ } لما بين الخلقين من التفاوت ، واحتج به أبو حنيفة على أن من غصب بيضة أفرخت عنده لزمه ضمان البيضة لا الفرخ لأنه خلق آخر . { فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ } فتعالى شأنه في قدرته وحكمته . { أَحْسَنُ ٱلْخَـٰلِقِينَ } المقدرين تقديراً فحذف المميز لدلالة { ٱلْخَـٰلِقِينَ } عليه . { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ لَمَيّتُونَ } لصائرون إلى الموت لا محالة ، ولذلك ذكر النعت الذي للثبوت دون اسم الفاعل وقد قرىء به . { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ تُبْعَثُونَ } للمحاسبة والمجازاة .