Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 81-91)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بَلْ قَالُواْ } أي كفار مكة . { مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } آباؤهم ومن دان بدينهم . { قَالُواْ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } استبعاداً ولم يتأملوا أنهم كانوا قبل ذلك أيضاً تراباً فخلقوا . { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَءَابَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } إلا أكاذيبهم التي كتبوها ، جمع أسطورة لأنه يستعمل فيما يتلى به كالأعاجيب والأضاحيك . وقيل جمع أسطار جمع سطر . { قُل لّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } إن كنتم من أهل العلم أو من العالمين بذلك ، فيكون استهانة بهم وتقريراً لفرط جهالتهم حتى جهلوا مثل هذا الجلي الواضح إلزاماً بما لا يمكن لمن له مسكة من العلم إنكاره ، ولذلك أخبر عن جوابهم قبل أن يجيبوا فقال . { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } لأن العقل الصريح قد اضطرهم بأدنى نظر إلى الإِقرار بأنه خالقها . { قُلْ } أي بعد ما قالوه . { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } فتعلمون أن من فطر الأرض ومن فيها ابتداء قادر على إيجادها ثانياً ، فإن بدء الخلق ليس أهون من إعادته . وقرىء « تتذكرون » على الأصل . { قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ } فإنها أعظم من ذلك . { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } قرأ أبو عمرو ويعقوب بغير لام فيه وفيما بعده على ما يقتضيه لفظ السؤال . { قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } عقابه فلا تشركوا به بعض مخلوقاته ولا تنكروا قدرته على بعض مقدوراته . { قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } ملكه غاية ما يمكن وقيل خزائنه . { وَهُوَ يُجْيِرُ } يغيث من يشاء ويحرسه . { وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ } ولا يغاث أحد ولا يمنع منه ، وتعديته بعلى لتضمين معنى النصرة . { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } . { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } فمن أين تخدعون فتصرفون عن الرشد مع ظهور الأمر وتظاهر الأدلة . { بَلْ أَتَيْنَـٰهُمْ بِٱلْحَقِّ } من التوحيد والوعد بالنشور . { وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ } حيث أنكروا ذلك . { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ } لتقدسه عن مماثلة أحد . { وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ } يساهمه في الألوهية . { إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } جواب محاجتهم وجزاء شرط حذف لدلالة ما قبله عليه ، أي لو كان معه آلهة كما تقولون لذهب كل منهم بما خلقه واستبد به وامتاز ملكه عن ملك الآخرين وظهر بينهم التحارب والتغالب كما هو حال ملوك الدنيا ، فلم يكن بيده وحده ملكوت كل شيء واللازم باطل بالإِجماع والاستقراء وقيام البرهان على استناد جميع الممكنات إلى واجب واحد . { سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } من الولد والشريك لما سبق من الدليل على فساده .