Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 154-154)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مّن بَعْدِ ٱلْغَمّ أَمَنَةً نُّعَاساً } أنزل الله عليكم الأمن حتى أخذكم النعاس ، وعن أبي طلحة غشينا النعاس في المصاف حتى كان السيف يسقط من يد أحدنا فيأخذه ، ثم يسقط فيأخذه . والأمنة الأمن نصب على المفعول ونعاساً بدل منها أو هو المفعول ، و { أَمَنَةً } حال منه متقدمة أو مفعول له أو حال من المخاطبين بمعنى ذوي أمنة أو على أنه جمع آمن كبار وبررة . وقرىء { أَمَنَةً } بسكون الميم كأنها المرة في الإمر { يَغْشَىٰ طَائِفَةً مّنْكُمْ } أي النعاس وقرأ حمزة والكسائي بالتاء ردا على الأمنة والطائفة المؤمنون حقاً . { وَطَائِفَةٌ } هم المنافقون . { قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ } أوقعتهم أنفسهم في الهموم ، أو ما يهمهم إلا هم أنفسهم وطلب خلاصها . { يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقّ ظَنَّ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ } صفة أخرى لطائفة أو حال أو استئناف على وجه البيان لما قبله ، وغير الحق نصب على المصدر أي : يظنون بالله غير الظن الحق الذي يحق أن يظن به ، و { ظَنَّ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ } بدله وهو الظن المختص بالملة الجاهلية وأهلها . { يَقُولُونَ } أي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بدل من يظنون . { هَل لَّنَا مِنَ ٱلأَمْرِ مِن شَيْء } هل لنا مما أمر الله ووعد من النصر والظفر نصيب قط . وقيل : أخبر ابن أبي بقتل بني الخزرج فقال ذلك ، والمعنى إنا منعنا تدبير أنفسنا وتصريفها باختيارنا ، فلم يبق لنا من الأمر شيء أو هل يزول عنا هذا القهر فيكون لنا من الأمر شيء { قُلْ إِنَّ ٱلأَمْرَ كُلَّهُ للَّهِ } أي الغلبة الحقيقية لله تعالى ولأوليائه فإن حزب الله هم الغالبون ، أو القضاء له يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وهو اعتراض . وقرأ أبو عمرو ويعقوب كله بالرفع على الابتداء . { يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ } حال من الضمير يقولون أي يقولون مظهرين إنهم مسترشدون طالبون النصر مبطلين الإِنكار والتكذيب . { يَقُولُونَ } أي في أنفسهم وإذا خلا بعضهم إلى بعض ، وهو بدل من يخفون أو استئناف على وجه البيان له . { لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْء } كما وعد محمد أو زعم أن الأمر كله لله ولأوليائه ، أو لو كان لنا اختيار وتدبير ولم نبرح كما كان ابن أبي وغيره . { مَّا قُتِلْنَا هَـٰهُنَا } لما غلبنا ، أو لما قتل من قتل منا في هذه المعركة . { قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ } أي لخرج الذين قدر الله عليهم القتل وكتبه في اللوح المحفوظ إلى مصارعهم ولم تنفعهم الإِقامة بالمدينة ولم ينج منهم أحد ، فإنه قدر الأمور ودبرها في سابق قضائه لا معقب لحكمه . { وَلِيَبْتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ } وليمتحن ما في صدوركم ويظهر سرائرها من الإِخلاص والنفاق ، وهو علة فعل محذوف أي وفعل ذلك ليبتلي أو عطف على محذوف أي لبرز لنفاذ القضاء أو لمصالح جمة وللابتلاء ، أو على لكيلا تحزنوا . { وَلِيُمَحّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ } وليكشفه ويميزه أو يخلصه من الوساوس . { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور } بخفياتها قبل إظهارها ، وفيه وعد ووعيد وتنبيه على أنه غني عن الابتلاء وإنما فعل ذلك لتمرين المؤمنين وإظهار حال المنافقين .