Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 46-54)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ } نفعه . { وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا } ضره . { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لّلْعَبِيدِ } فيفعل بهم ما ليس له أن يفعله . { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } أي إذا سئل عنها إذ لا يعلمها إلا هو . { وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَةٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا } من أوعيتها جمع كم بالكسر . وقرأ نافع وابن عامر وحفص « مِن ثَمَرٰتٍ » بالجمع لاختلاف الأنواع ، وقرىء بجمع الضمير أيضاً و { مَا } نافية و { مِنْ } الأولى مزيدة للاستغراق ، ويحتمل أن تكون موصولة معطوفة على { ٱلسَّاعَةَ } و { مِنْ } مبينة بخلاف قوله : { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ } بِمكان . { إِلاَّ بِعِلْمِهِ } إلا مقروناً بعلمه واقعاً حسب تعلقه به . { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِى } بزعمكم . { قَالُواْ ءَاذَنَّاكَ } أعلمناك . { مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } من أحد يشهد لهم بالشركة إذ تبرأنا عنهم لما عاينا الحال فيكون السؤال عنهم للتوبيخ ، أو من أحد يشاهدهم لأنهم ضلوا عنا . وقيل هو قول الشركاء أي ما منا من يشهد لهم بأنهم كانوا محقين . { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ } يعبدون . { مِن قَبْلُ } لا ينفعهم أو لا يرونه . { وَظَنُّواْ } وأيقنوا . { مَا لَهُمْ مّن مَّحِيصٍ } مهرب والظن معلق عنه بحرف النفي . { لاَّ يَسْـئَمُ ٱلإِنْسَـٰنُ } لا يمل . { مِن دُعَاءِ ٱلْخَيْرِ } من طلب السعة في النعمة ، وقرىء « من دعاء بالخير » . { وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ } الضيقة . { فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } من فضل الله ورحمته وهذا صفة الكافر لقوله : { إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَافِرُونَ } [ يوسف : 87 ] وقد بولغ في يأسه من جهة البنية والتكرير وما في القنوط من ظهور أثر اليأس . { وَلَئِنْ أَذَقْنَـٰهُ رَحْمَةً مّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ } بتفريجها عنه . { لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِى } حقي أستحقه لمالي من الفضل والعمل ، أولي دائماً لا يزول . { وَمَا أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً } تقوم . { وَلَئِن رُّجّعْتُ إِلَىٰ رَبّى إِنَّ لِى عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ } أي ولئن قامت على التوهم كان لي عند الله الحالة الحسنى من الكرامة ، وذلك لاعتقاده أن ما أصابه من نعم الدنيا فلاستحقاق لا ينفك عنه . { فَلَنُنَبّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } فلنخبرنهم . { بِمَا عَمِلُواْ } بحقيقة أعمالهم ولنبصرنهم عكس ما اعتقدوا فيها . { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } لا يمكنهم التقصي عنه . { وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإنْسَـٰنِ أَعْرَضَ } عن الشكر . { وَنَأَى بِجَانِبِهِ } وانحرف عنه أو ذهب بنفسه وتباعد عنه بكليته تكبراً ، والجانب مجاز عن النفس كالجنب في قوله : { فِى جَنبِ ٱللَّهِ } [ الزمر : 56 ] { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ } كثير مستعار مما له عرض متسع للاشعار بكثرته واستمراره ، وهو أبلغ من الطويل إذ الطول أطول الامتدادين ، فإذا كان عرضه كذلك فما ظنك بطوله ؟ { قُلْ أَرَءَيْتُمْ } أخبروني . { إِن كَانَ } أي القرآن . { مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ } من غير نظر واتباع دليل . { مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِى شِقَاقٍ بَعِيدٍ } أي من أضل منكم ، فوضع الموصول موضع الضمير شرحاً لحالهم وتعليلاً لمزيد ضلالهم . { سَنُرِيهِمْ ءايَـٰتِنَا فِى ٱلأَفَاقِ } يعني ما أخبرهم النبي عليه الصلاة والسلام به من الحوادث الآتية وآثار النوازل الماضية ، وما يسر الله له ولخلفائه من الفتوح والظهور على ممالك الشرق والغرب على وجه خارق للعادة . { وَفِى أَنفُسِهِمْ } ما ظهر فيما بين أهل مكة وما حل بهم ، أو ما في بدن الإنسان من عجائب الصنع الدالة على كمال القدرة . { حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } الضمير للقرآن أو الرسول أو التوحيد أو الله { أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبّكَ } أي أو لم يَكف ربك ، والفاء مزيدة للتأكيد كأنه قيل : أو لم تحصل الكفاية به ولا تكاد تزاد في الفاعل إلا مع كفى . { أَنَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَىْءٍ شَهِيدٌ } بدل منه ، والمعنى أو لم يكفك أنه تعالى على كل شيء شهيد محقق له فيحقق أمرك بإظهار الآيات الموعودة كما حقق سائر الأشياء الموعودة ، أو مطلع فيعلم حالك وحالهم ، أو لم يكف الإنسان رادعاً عن المعاصي أنه تعالى مطلع على كل شيء لا يخفى عليه خافية . { أَلاَ إِنَّهُمْ فِى مِرْيَةٍ } شك ، وقرىء بالضم وهو لغة كخفية وخفية . { مّن لّقَاء رَبّهِمْ } بالبعث والجزاء . { أَلاَ إِنَّهُ بِكُلّ شَىْءٍ مُّحِيطُ } عالم بجمل الأشياء وتفاصيلها ، مقتدر عليها لا يفوته شيء منها . عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة السجدة أعطاه الله بكل حرف عشر حسنات " .