Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 48-59)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } كان أصله يصب من فوق رؤوسهم الحميم فقيل يصب من { فَوْقَ } رؤوسهم { عَذَابِ } هو { ٱلْحَمِيمُ } للمبالغة ، ثم أضيف الـ { عَذَابِ } إلى { ٱلْحَمِيمُ } للتخفيف وزيد من الدلالة على أن المصبوب بعض هذا النوع . { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } أي وقولوا له ذلك استهزاء به وتفريعاً على ما كان يزعمه ، وقرأ الكسائي « أنك » بالفتح أي ذق لأنك أو { عَذَابِ } { إِنَّكَ } . { إِنَّ هَذَا } إن هذا الـ { عَذَابِ } . { مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } تشكون وتمارون فيه . { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ } في موضع إقامة ، وقرأ نافع وابن عامر بضم الميم { أَمِين } يأمن صاحبه عن الآفة والانتقال . { فِى جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ } بدل من مقام جيء به للدلالة على نزاهته ، واشتماله على ما يستلذ به من المآكل والمشارب . { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ } خبر ثان أو حال من الضمير في الجار أو استئناف ، والسندس ما رَقَّ من الحرير والاستبرق ما غلظ منه معرب استبره ، أو مشتق من البراقة . { مُّتَقَـٰبِلِينَ } في مجالسهم ليستأنس بعضهم ببعض . { كَذٰلِكَ } الأمر كذلك أو آتيناهم مثل ذلك . { وَزَوَّجْنَـٰهُم بِحُورٍ عِينٍ } قرناهم بهن ولذلك عدي بالباء ، والحوراء البيضاء والعيناء عظيمة العينين ، واختلف في أنهن نساء الدنيا أو غيرها . { يَدْعُونَ فِيهَا بِكلّ فَـٰكِهَةٍ } يطلبون ويأمرون بإحضار ما يشتهون من الفواكه لا يتخصص شيء منها بمكان ولا بزمان . { ءامِنِينَ } من الضرر . { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ } بل يحيون فيها دائماً ، والاستثناء منقطع أو متصل والضمير للآخرة و { ٱلْمَوْتُ } أول أحوالها ، أو الجنة والمؤمن يشارفها بالموت ويشاهدها عنده فكأنه فيها ، أو الإِستثناء للمبالغة في تعميم النفي وامتناع { ٱلْمَوْتُ } فكأنه قال : { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ } إلا إذا أمكن ذوق الموتة الأولى في المستقبل . { وَوَقَـٰهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } وقرىء « وَوَقَـٰهُمْ » على المبالغة . { فَضْلاً مّن رَّبّكَ } أي أعطوا كل ذلك عطاء وتفضلاً منه . وقرىء بالرفع أي ذلك فضل . { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } لأنه خلاص عن المكاره وفوز بالمطالب . { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَـٰهُ بِلَسَانِكَ } سهلناه حيث أنزلناه بلغتك وهو فذلكة السورة . { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } لعلهم يفهمونه فيتذكرون به ما لم يتذكروا . { فَٱرْتَقِبْ } فانتظر ما يحل بهم . { إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ } منتظرون ما يحل بك . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ حم الدخان ليلة جمعة أصبح مغفوراً له " .