Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 22-29)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَفِى ٱلسَّمَاءِ رِزْقُكُمْ } أسباب رزقكم أو تقديره . وقيل المراد بـ { ٱلسَّمَاء } السحاب وبالرزق المطر فإنه سبب الأقوات . { وَمَا تُوعَدُونَ } من الثواب لأن الجنة فوق السماء السابعة ، أو لأن الأعمال وثوابها مكتوبة مقدرة في السماء . وقيل إنه مستأنف خبره : { فَوَرَبّ ٱلسَّمَاءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ } وعلى هذا فالضمير لـ { مَا } وعلى الأول يحتمل أن يكون له ولما ذكر من أمر الآيات والرزق والوعد . { مّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } أي مثل نطقكم كما أنه لا شك لكم في أنكم تنطقون ينبغي أن لا تشكوا في تحقق ذلك ، ونصبه على الحال من المستكن في لحق أو الوصف لمصدر محذوف أي أنه لحق حقاً مثل نطقكم . وقيل إنه مبني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن وهو ما إن كانت بمعنى شيء ، وإن بما في حيزها إن جعلت زائدة ومحله الرفع على أنه صفة { لَحَقُّ } ، ويؤيده قراءة حمزة والكسائي وأبي بكر بالرفع . { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرٰهِيمَ } فيه تفخيم لشأن الحديث وتنبيه على أنه أوحي إليه ، والضيف في الأصل مصدر ولذلك يطلق على الواحد والمتعدد . قيل كانوا إثني عشر ملكاً . وقيل ثلاثة جبريل وميكائيل وإسرافيل ، وسماهم ضيفاً لأنهم كانوا في صورة الضيف . { ٱلْمُكْرَمِينَ } أي مكرمين عند الله أو عند إبراهيم إذ خدمهم بنفسه وزوجته . { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ } ظرف للـ { حَدِيثُ } أو الـ { ضَيْفِ } أو { ٱلْمُكْرَمِينَ } . { فَقَالُواْ سَلامًا } أي نسلم عليك سلاماً . { قَالَ سَلَـٰمٌ } أي عليكم سلام عدل به إلى الرفع بالابتداء لقصد الثبات حتى تكون تحيته أحسن من تحيتهم ، وقرئا مرفوعين وقرأ حمزة والكسائي « قال سلم » وقرىء منصوباً والمعنى واحد . { قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } أي أنتم قوم منكرون ، وإنما أنكرهم لأنه ظن أنهم بنو آدم ولم يعرفهم ، أو لأن السلام لم يكن تحيتهم فإنه علم الإِسلام وهو كالتعرف عنهم . { فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ } فذهب إليهم في خفية من ضيفه فإن من أدب المضيف أن يبادر بالقرى حذراً من أن يكفه الضيف أو يصير منتظراً . { فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ } لأنه كان عامة ماله البقر . { فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ } بأن وضعه بين أيديهم . { قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ } أي منه ، وهو مشعر بكونه حنيذا ، والهمزة فيه للعرض والحث على الأكل على طريقة الأدب أن قاله أول ما وضعه ، وللإِنكار إن قاله حينما رأى إعراضهم . { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } فأضمر منهم خوفاً لما رأى إعراضهم عن طعامه لظنه أنهم جاؤوه لشر . وقيل وقع في نفسه أنهم ملائكة أرسلوا للعذاب . { قَالُواْ لاَ تَخَفْ } إنا رسل الله . قيل مسح جبريل العجل بجناحه فقام يدرج حتى لحق بأمه فعرفهم وأمن منهم . { وَبَشَّرُوهُ بِغُلَـٰمٍ } هو اسحٰق عليه السلام . { عَلِيمٌ } يكمل علمه إذ بلغ . { فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ } سارة إلى بيتها وكانت في زاوية تنظر إليهم . { فِى صَرَّةٍ } في صيحة من الصرير ، ومحله النصب على الحال أو المفعول إن أول فأقبلت بأخذت . { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا } فلطمت بأطراف الأصابع جبهتها فعل المتعجب . وقيل وجدت حرارة دم الحيض فلطمت وجهها من الحياء . { وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } أي أنا عجوز عاقر فكيف ألد .