Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 1-13)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مكية وآيها تسع أو ثمان وأربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم { وَٱلطُّورِ } يريد طور سنين ، وهو جبل بمدين سمع فيه موسى عليه السلام كلام الله تعالى ، { وَٱلطُّورِ } الجبل بالسريانية أو ما طار من أوج الإِيجاد إلى حضيض المواد ، أو من عالم الغيب إلى عالم الشهادة . { وَكِتَـٰبٍ مُّسْطُورٍ } مكتوب ، والسطر ترتيب الحروف المكتوبة . والمراد به القرآن أو ما كتبه الله في اللوح المحفوظ ، أو ألواح موسى عليه السلام ، أو في قلوب أوليائه من المعارف والحكم أو ما تكتبه الحفظة . { فِى رَقّ مَّنْشُورٍ } الرق الجلد الذي يكتب فيه استعير لما كتب فيه الكتاب ، وتنكيرهما للتعظيم والإِشعار بأنهما ليسا من المتعارف فيما بين الناس . { وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } يعني الكعبة وعمارتها بالحجاج والمجاورين ، أو الضراح وهو في السماء الرابعة وعمرانه كثرة غاشيته من الملائكة ، أو قلب المؤمن وعمارته بالمعرفة والإِخلاض . { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } يعني السماء . { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } أي المملوء وهو المحيط ، أو الموقد من قوله : { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجّرَتْ } [ التكوير : 6 ] روي أنه تعالى يجعل يوم القيامة البحار ناراً يسجر بها نار جهنم ، أو المختلط من السجير وهو الخليط . { إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ لَوَاقِعٌ } لنازل . { مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } يدفعه ، ووجه دلالة هذه الأمور المقسم بها على ذلك أنها أمور تدل على كمال قدرة الله تعالى وحكمته وصدق أخباره وضبطه أعمال العباد للمجازاة . { يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَاءُ مَوْراً } تضطرب ، والمور تردد في المجيء والذهاب ، وقيل تحرك في تموج و { يَوْمٍ } ظرف . { وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ سَيْراً } أي تسير عن وجه الأرض فتصير هباء . { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } أي إذا وقع ذلك فويل لهم . { ٱلَّذِينَ هُمْ فِى خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } أي في الخوض في الباطل . { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } يدفعون إليها دفعاً بعنف ، وذلك بأن تغل أيديهم إلى أعناقهم وتجمع نواصيهم إلى أقدامهم فيدفعون إلى النار . وقرىء « يَدَّعُونَ » من الدعاء فيكون دعا حالاً بمعنى مدعوين ، و { يَوْمٍ } بدل من { يَوْمَ تَمُورُ } أو ظرف لقول مقدر محكية .