Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 15-22)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً } نوعاً من العذاب متفاقماً . { إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } فتمرنوا على سوء العمل وأصروا عليه . { ٱتَّخَذْواْ أَيْمَـٰنَهُمْ } أي التي حلفوا بها ، وقرىء بالكسر أي « أَيْمَـٰنِهِمْ » الذي أظهروه . { جُنَّةً } وقاية دون دمائهم وأموالهم . { فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } فصدوا الناس في خلال أمنهم عن دين الله بالتحريش والتثبيط . { فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } وعيد ثان بوصف آخر لعذابهم . وقيل الأول عذاب القبر وهذا عذاب الآخرة . { لَّن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أَمْوٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ مّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } قد سبق مثله . { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهِ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ } أي لله تعالى على أنهم مسلمون . { كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ } في الدنيا ويقولون إنهم لمنكم . { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَىْء } في حلفهم الكاذب لأن تمكن النفاق في نفوسهم بحيث يخيل إليهم في الآخرة أن الأيمان الكاذبة تروج الكذب على الله كما تروجه عليكم في الدنيا . { أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْكَـٰذِبُونَ } البالغون الغاية في الكذب حيث يكذبون مع عالم الغيب والشهادة ويحلفون عليه . { ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ } استولى عليهم من حذت الإِبل وأحذتها إذا استوليت عليها ، وهو مما جاء على الأصل . { فَأَنسَـٰهُمْ ذِكْرَ ٱللَّهِ } لا يذكرونه بقلوبهم ولا بألسنتهم . { أُوْلَـئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَـٰنِ } جنوده وأتباعه . { أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَـٰنِ هُمُ الخَـٰسِرُونَ } لأنهم فوتوا على أنفسهم النعيم المؤبد وعرضوها للعذاب المخلد . { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ فِى ٱلأَذَلّينَ } في جملة من هو أذل خلق الله . { كِتَـٰبَ ٱللَّهِ } في اللوح . { لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى } أي بالحجة ، وقرأ نافع وابن عامر « رُسُلِى » بفتح الياء . { إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ } على نصر أنبيائه . { عَزِيزٌ } لا يغلب عليه شيء في مراده . { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي لا ينبغي أن تجدهم وادين أعداء الله ، والمراد أنه لا ينبغي أن يوادوهم . { وَلَوْ كَانُواْ ءَابَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوٰنَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } ولو كان المحادون أقرب الناس إليهم . { أُوْلَـٰئِكَ } أي الذين لم يوادوهم . { كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلإيمَـٰنَ } أثبته فيها ، وهو دليل على خروج العمل من مفهوم الإِيمان ، فإن جزء الثابت في القلب يكون ثابتاً فيه ، وأعمال الجوارح لا تثبت فيه . { وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مّنْهُ } أي من عند الله وهو نور القلب أو القرآن ، أو بالنصر على العدو . قيل الضمير لـ { ٱلإِيْمَـٰنَ } فإنه سبب لحياة القلب . { وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا رَضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } بطاعتهم . { وَرَضُواْ عَنْهُ } بقضائه أو بما وعدهم من الثواب . { أُوْلَـئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ } جنده وأنصار دينه . { أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } الفائزون بخير الدارين . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة المجادلة كتب من حزب الله يوم القيامة " .