Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 158-158)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هَلْ يَنظُرُونَ } أي ما ينتظرون يعني أهل مكة ، وهم ما كانوا منتظرين لذلك ولكن لما كان يلحقهم لحوق المنتظر شبهوا بالمنتظرين . { إِلا أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } ملائكة الموت أو العذاب . وقرأ حمزة والكسائي بالياء هنا وفي « النحل » . { أَوْ يَأْتِىَ رَبُّكَ } أي أمره بالعذاب ، أو كل آية يعني آيات القيامة والهلاك الكلي لقوله : { أَوْ يَأْتيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ } يعني أشراط الساعة وعن حذيفة بن اليمان والبراء بن عازب : ( كنا نتذاكر الساعة إذ أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما تذاكرون ؟ قلنا : نتذاكر الساعة ، قال : " إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات : الدخان ، ودابة الأرض ، وخسفاً بالمشرق ، وخسفاً بالمغرب ، وخسفاً بجزيرة العرب ، والدجال ، وطلوع الشمس من مغربها ، ويأجوج ومأجوج ، ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام ، وناراً تخرج من عدن " { يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءايَـٰتِ رَبّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا } كالمحتضر إذ صار الأمر عياناً والإِيمان برهاني . وقرىء « تنفع » بالتاء لإِضافة الإِيمان إلى ضمير المؤنث . { لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِن قَبْلُ } صفة نفساً . { أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَـٰنِهَا خَيْرًا } عطف على { ءامَنتُ } والمعنى : أنه لا ينفع الإِيمان حينئذ نفساً غير مقدمة إيمانها أو مقدمة إيمانها غير كاسبة في إيمانها خيراً ، وهو دليل لمن لم يعتبر الإِيمان المجرد عن العمل وللمعتبر تخصيص هذا الحكم بذلك اليوم ، وحمل الترديد على اشتراط النفع بأحد الأمرين على معنى لا ينفع نفساً خلت عنها إيمانها ، والعطف على لم تكن بمعنى لا ينفع نفساً إيمانها الذي أحدثته حينئذ وإن كسبت فيه خيراً . { قُلِ ٱنتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ } وعيد لهم ، أي : انتظروا إتيان أحد الثلاثة فإنا منتظرون له وحينئذ لنا الفوز وعليكم الويل .