Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 96-96)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ } شاق عمود الصبح عن ظلمة الليل أو عن بياض النهار ، أو شاق ظلمة الإِصباح وهو الغبش الذي يليه والإِصباح في الأصل مصدر أصبح إذا دخل في الصباح سمي به الصبح . وقرىء بفتح الهمزة على الجمع وقرىء { فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ } بالنصب على المدح . { وَجَاعِلُ اللَّيْل سَكَناً } يسكن إليه التعب بالنهار لاستراحته فيه من سكن إليه إذا اطمأن إليه استئناساً به ، أو يسكن فيه الخلق من قوله تعالى : { لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } [ النمل : 86 ] ونصبه بفعل دل عليه جاعل لا به ، فإن في معنى الماضي . ويدل عليه قراءة الكوفيين { وَجَعَلَ ٱلَّيْلَ } حملاً على معنى المعطوف عليه ، فإن فالق بمعنى فلق ولذلك قرىء به ، أو به على أن المراد منه جعل مستمر في الأزمنة المختلفة وعلى هذا يجوز أن يكون { وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } عطفاً على محل الليل ويشهد له قراءتهما بالجر والأحسن نصبهما بجعل مقدراً . وقرىء بالرفع على الابتداء والخبر محذوف أي مجعولان . { حُسْبَاناً } أي على أدوار مختلفة يحسب بهما الأوقات ويكونان علمي الحسبان ، وهو مصدر حسب بالفتح كما أن الحسبان بالكسر مصدر حسب . وقيل جمع حساب كشهاب وشهبان . { ذٰلِكَ } إشارة إلى جعلهما حسباناً أي ذلك التسيير بالحساب المعلوم . { تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ } الذي قهرهما وسيرهما على الوجه المخصوص . { ٱلْعَلِيمُ } بتدبيرهما والأنفع من التداوير الممكنة لهما .