Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 61, Ayat: 9-14)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هُوَ ٱلَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ } بالقرآن أو المعجزة . { وَدِينِ ٱلْحَقّ } والملة الحنيفية . { لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدّينِ كُلّهِ } ليغلبه على جميع الأديان . { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ } لما فيه من محض التوحيد وإبطال الشرك . { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَـٰرَةٍ تُنجِيكُم مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } وقرأ ابن عامر « تُنجِيكُم » بالتشديد . { تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ } استئناف مبين للتجارة وهو الجمع بين الإِيمان والجهاد المؤدي إلى كمال عزهم ، والمراد به الأمر وإنما جيء بلفظ الخبر إيذاناً بأن ذلك مما لا يترك . { ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ } يعني ما ذكر من الإِيمان والجهاد . { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } إن كنتم من أهل العلم إذ الجاهل لا يعتد بفعله . { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } جواب للأمر المدلول عليه بلفظ الخبر ، أو لشرط أو استفهام دل عليه الكلام تقديره أن تؤمنوا وتجاهدوا ، أو هل تقبلون أن أدلكم يغفر لكم ، ويبعد جعله جواباً لهل أدلكم لأن مجرد دلالته لا توجب المغفرة { وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ وَمَسَـٰكِنَ طَيّبَةً فِى جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } الإِشارة إلى ما ذكر من المغفرة وإدخال الجنة . { وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا } ولكم إلى هذه النعمة المذكورة نعمة أخرى عاجلة محبوبة ، وفي { تُحِبُّونَهَا } تعريض بأنهم يؤثرون العاجل على الآجل ، وقيل { أُخْرَىٰ } منصوبة بإضمار يعطيكم ، أو تحبون أو مبتدأ خبره : { نَصْرٌ مّن ٱللَّهِ } وهو على الأول بدل أو بيان وعلى قول النصب خبر محذوف ، وقد قرىء بما عطف عليه بالنصب عى البدل ، أو الاختصاص أو المصدر . { وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } عاجل . { وَبَشّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } عطف على محذوف مثل : قل يا أيها الذين آمنوا { وَبَشّرِ } ، أو على { تُؤْمِنُونَ } فإنه في معنى الأمر كأنه قال : آمنوا وجاهدوا أيها المؤمنون وبشرهم يا رسول الله بما وعدتهم عليهما آجلاً وعاجلاً . { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ أَنصَـٰرَ ٱللَّهِ } وقرأ الحجازيان وأبو عمرو بالتنوين واللام لأن المعنى كونوا بعض أنصار الله . { كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيّينَ مَنْ أَنَّصَـٰرِى إِلَى ٱللَّهِ } أي من جندي موجهاً إلى نصرة الله ليطابق قوله تعالى : { قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ ٱللَّهِ } والإِضافة الأولى إضافة أحد المتشاركين إلى الآخر لما بينهما من الاختصاص ، والثانية إضافة الفاعل إلى المفعول والتشبيه باعتبار المعنى إذ المراد قل لهم كما قال عيسى ابن مريم ، أو كونوا أنصاراً كما قال الحواريون حين قال لهم عيسى { مَنْ أَنصَارِى إِلَى ٱللَّهِ } . والحواريون أصفياؤه وهم أول من آمن به وكانوا اثني عشر رجلاً من الحور وهو البياض . { فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إَسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ } أي بعيسى . { فَأَيْدَّنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ } بالحجة وبالحرب وذلك بعد رفع عيسى . { فَأَصْبَحُواْ ظَـٰهِرِينَ } فصاروا غالبين . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الصف كان عيسى مصلياً عليه مستغفراً له ما دام في الدنيا وهو يوم القيامة رفيقه " .