Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 63, Ayat: 1-5)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مدنية وآيها إحدى عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم { إِذَا جَاءكَ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ } الشهادة إخبار عن علم من الشهود وهو الحضور والاطلاع ، ولذلك صدق المشهور به وكذبهم في الشهادة بقوله : { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لَكَـٰذِبُونَ } لأنهم لم يعتقدوا ذلك . { ٱتَّخَذْواْ أَيْمَـٰنَهُمْ } حلفهم الكاذب أو شهادتهم هذه ، فإنها تجري مجرى الحلف في التوكيد ، وقرىء « إيمانهم » { جُنَّةُ } وقاية من القتل والسبي . { فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } صداً أو صدوداً . { إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } من نفاقهم وصدهم . { ذٰلِكَ } إشارة إلى الكلام المتقدم أي ذلك القول الشاهد على سوء أعمالهم ، أو إلى الحال المذكورة من النفاق والكذب والاستجنان بالإِيمان . { بِأَنَّهُمْ آمَنُوا } بسبب أنهم آمنوا ظَاهراً . { ثُمَّ كَفَرُواْ } سراً ، أو { ءامَنُواْ } إذا رأوا آية { ثُمَّ كَفَرُواْ } حيثما سمعوا من شياطينهم شبهة . { فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } حتى تمرنوا على الكفر فاستحكموا فيه . { فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } حقية الإِيمان ولا يعرفون صحته . { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَـٰمُهُمْ } لضخامتها وصباحتها . { وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ } لذلاقتهم وحلاوة كلامهم ، وكان ابن أبيّ جسيما فصيحاً يحضر مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمع مثله ، فيعجب بهيكلهم ويصغي إلى كلامهم . { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ } حال من الضمير المجرور في { قَوْلُهُمْ } أي تسمع لما يقولونه مشبهين بأخشاب منصوبة مسندة إلى الحائط في كونهم أشباحاً خالية عن العلم والنظر ، وقيل الـ { خُشُبٌ } جمع خشباء وهي الخشبة التي نُخِرَ جَوْفُهَا ، شبهوا بها في حسن المنظر وقبح المخبر ، وقرأ أبو عمرو والكسائي وقنبل عن ابن كثير بسكون الشين على التخفيف ، أو على أنه كبدن في جمع بدنة { يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ } أي واقعة عليهم لجبنهم واتهامهم ، فـ { عَلَيْهِمْ } ثاني مفعولي { يَحْسَبُونَ } ، ويجوز أن يكون صلته والمفعول : { هُمُ ٱلْعَدُوُّ } وعلى هذا يكون الضمير للكل وجمعه بالنظر إلى الخبر لكن ترتب قوله : { فَٱحْذَرْهُمْ } عليه يدل على أن الضمير للمنافقين . { قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ } دعاء عليهم وهو طلب من ذاته أن يلعنهم ، أو تعليم للمؤمنين أن يدعوا عليهم بذلك . { أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } كيف يصرفون عن الحق . { وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْاْ رُؤُوُسَهُمْ } عطفوها إعراضاً واستكبارً عن ذلك ، وقرأ نافع بتخفيف الواو . { رُءوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ } يعرضون عن الاستغفار . { وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } عن الاعتذار .