Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 1-5)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مكية ، وتسمى الواقية والمنجية لأنها تقي قارئها وتنجيه من عذاب القبر ، وآيها ثلاثون آية بسم الله الرحمن الرحيم تَبَارَكَ ٱلَّذِى بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ } بقبضة قدرته التصرف في الأمور كلها . { وَهُوَ عَلَىٰ كُلّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } على كل ما يشاء قدير . { ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَوٰةَ } قدرهما أو أوجد الحياة وأزالها حسبما قدره ، وقدم الموت لقوله : { وَكُنتُمْ أَمْوٰتًا فَأَحْيَـٰكُمْ } [ البقرة : 28 ] ولأنه أدعى إلى حسن العمل . { لِيَبْلُوَكُمْ } ليعاملكم المختبر بالتكليف أيها المكلفون . { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } أصوبه وأخلصه ، وجاء مرفوعاً : " أحسن عقلاً وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعته " جملة واقعة موقع المفعول ثانياً لفعل البلوى المتضمن معنى العلم ، وليس هذا من باب التعليق لأنه يخل به وقوع الجملة خبراً لما لا يعلق الفعل عنها بخلاف ما إذا وقعت موقع المفعولين . { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } الغالب الذي لا يعجزه من أساء العمل . { ٱلْغَفُورُ } لمن تاب منهم . { ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَـٰوَاتٍ طِبَاقاً } مطابقة بعضها فوق بعض مصدر طابقت النعل إذا خلطتها طبقاً على طبق وصف به ، أو طوبقت طباقاً أو ذات طباق جمع طبق كجبل وجبال ، أو طبقة كرحبة ورحاب . { مَّا تَرَىٰ فِى خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُتٍ } وقرأ حمزة والكسائي « من تفوت » ومعناهما واحد كالتعاهد والتعهد ، وهو الاختلاف وعدم التناسب من الفوت كأن كلا من المتفاوتين فات عنه بعض ما في الآخر ، والجملة صفة ثانية لـ { سَبْعَ } وضع فيها خلق الرحمن موضع الضمير للتعظيم ، والإِشعار بأنه تعالى يخلق مثل ذلك بقدرته الباهرة رحمة وتفضلاً ، وأن في إبداعها نعماً جليلة لا تحصى ، والخطاب فيها للرسول أو لكل مخاطب وقوله : { فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ } متعلق به على معنى التسبب أي قد نظرت إليها مراراً فانظر إليها مرة أخرى متأملاً فيها لتعاين ما أخبرت به من تناسبها واستقامتها واستجماعها ما ينبغي لها ، والـ { فُطُورٍ } الشقوق والمراد الخلل من فطره إذا شقه . { ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ } أي رجعتين أخريين في ارتياد الخلل والمراد بالتثنية التكرير والتكثير كما في لبيك وسعديك ، ولذلك أجاب الأمر بقوله : { يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا } بعيداً عن إصابة المطلوب كأنه طرد عنه طرداً بالصغار { وَهُوَ حَسِيرٌ } كليل من طول المعاودة وكثرة المراجعة . { وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَاء ٱلدُّنْيَا } أقرب السموات إلى الأرض . { بِمَصَـٰبِيحَ } بالكواكب المضيئة بالليل إضاءة السرج فيها ، والتنكير للتعظيم ولا يمنع ذلك كون بعض الكواكب مركوزة في سموات فوقها إذ التزيين بإظهارها فيها . { وَجَعَلْنَـٰهَا رُجُوماً لّلشَّيَـٰطِينِ } وجعلنا لها فائدة أخرى وهي رجم أعدائكم ، والرجوم جمع رجم بالفتح وهو مصدر سمي به ما يرجم به بانقضاض الشهب المسببة عنها . وقيل معناه وجعلناها رجوماً وظنوناً لشياطين الإِنس وهم المنجمون . { وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ } في الآخرة بعد الإِحراق بالشهب في الدنيا .