Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 1-10)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مكية وآيها ثنتان وخمسون آية بسم الله الرحمن الرحيم { ن } من أسماء الحروف ، وقيل اسم الحوت والمراد به الجنس أو البهموت وهو الذي عليه الأرض ، أو الدواة فإن بعض الحيتان يستخرج منه شيء أشد سواداً من النفس يكتب به ، ويؤيد الأول سكونه وكتبه بصورة الحرف . { وَٱلْقَلَمِ } وهو الذي خط اللوح ، أو الذي يخط به أقسم به تعالى لكثرة فوائده وأخفى ابن عامر والكسائي ويعقوب النون إجراء للواو المنفصل مجرى المتصل ، فإن النون الساكنة تخفى مع حروف الفم إذا اتصلت بها . وقد روي ذلك عن نافع وعاصم ، وقرئت بالفتح والكسر كـ { ص } . { وَمَا يَسْطُرُونَ } وما يكتبون والضمير لـ { القلم } بالمعنى الأول على التعظيم ، أو بالمعنى الثاني على إرادة الجنس وإسناد الفعل إلى الأدلة وإجراؤه مجرى أولي العلم لإِقامته مقامهم ، أو لأصحابه أو للحفظة و { مَا } مصدرية أو موصولة . { مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبّكَ بِمَجْنُونٍ } جواب القسم والمعنى ما أنت بمجنون منعماً عليك بالنبوة وحصافة الرأي ، والعامل في الحال معنى النفي وقيل { بِمَجْنُونٍ } الباء لا تمنع عمله فيما قبله لأنها مزيدة ، وفيه نظر من حيث المعنى . { وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً } على الاحتمال والإبلاغ . { غَيْرَ مَمْنُونٍ } مقطوع أو ممنون به عليك من الناس فإنه تعالى يعطيك بلا توسط . { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } إذ تتحمل من قومك ما لا يتحمل أمثالك ، وسئلت عائشة رضي الله تعالى عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن ، ألست تقرأ القرآن { قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } . { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ } أيكم الذي فتن بالجنون والباء مزيدة ، أو بأيكم الجنون على أن المفتون مصدر كالمعقول والمجلود ، أو بأي الفريقين منكم المجنون أبفريق المؤمنين أو بفريق الكافرين ، أي في أيهما يوجد من يستحق هذا الاسم . { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ } وهم المجانين على الحقيقة . { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } الفائزين بكمال العقل . { فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذّبِينَ } تهييج للتصميم على معاصاتهم . { وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ } تلاينهم بأن تدع نهيهم عن الشرك ، أو توافقهم فيه أحياناً . { فَيُدْهِنُونَ } فيلاينونك بترك الطعن والموافقة ، والفاء للعطف أي ودوا التداهن وتمنوه لكنهم أخروا ادهانهم حتى تدهن ، أو للسببية أي { وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ } فهم يدهنون حينئذ ، أو ودوا ادهانك فهم الآن يدهنون طمعاً فيه ، وفي بعض المصاحف « فيدهنوا » على أنه جواب التمني . { وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ } كثير الحلف في الحق والباطل . { مُّهِينٌ } حقير الرأي من المهانة وهي الحقارة .