Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 33-52)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ } تعليل على طريقة الاستئناف للمبالغة ، وذكر { ٱلْعَظِيمِ } للإشعار بأنه هو المستحق للعظمة فمن تعظم فيها استوجب ذلك . { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } ولا يحث على بذل طعامه أو على إطعامه فضلاً عن أن يبذل من ماله ، ويجوز أن يكون ذكر الحض للإِشعار بأن تارك الحض بهذه المنزلة فكيف بتارك الفعل . وفيه دليل على تكليف الكفار بالفروع ، ولعل تخصيص الأمرين بالذكر لأن أقبح العقائد الكفر بالله تعالى وأشنع الرذائل البخل وقسوة القلب . { فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَـٰهُنَا حَمِيمٌ } قريب يحميه . { وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } غسالة أهل النار وصديدهم فعلين من الغسل . { لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَـٰطِئُونَ } أصحاب الخطايا من خطىء الرجل إذا تعمد الذنب لا من الخطأ المضاد للصواب ، وقرىء « الخاطيون » بقلب الهمزة ياء و « الخاطون » بطرحها . { فَلاَ أُقْسِمُ } لظهور الأمر واستغنائه عن التحقيق بالقسم ، أو فـ { أُقْسِمُ } و { لا } مزيدة أو فلا رد لإنكارهم البعث و { أُقْسِمُ } مستأنف . { بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } بالمشاهدات والمغيبات وذلك يتناول الخالق والمخلوقات بأسرها . { إِنَّهُ } إن القرآن . { لَقَوْلُ رَسُولٍ } يبلغه عن الله تعالى فإن الرسول لا يقول عن نفسه . { كَرِيمٌ } على الله تعالى وهو محمد أو جبريل عليهما الصلاة والسلام . { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ } كما تزعمون تارة . { قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ } تصدقون لما ظهر لكم صدقه تصديقاً قليلاً لفرط عنادكم . { وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ } كما تدعون أخرى . { قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } تذكرون تذكراً قليلاً ، فلذلك يلتبس الأمر عليكم وذكر الإِيمان مع نفي الشاعرية وللتذكر مع نفي الكاهنية ، لأن عدم مشابهة القرآن للشعر أمر بين لا ينكره إلا معاند بخلاف مباينته للكهانة ، فإنها تتوقف على تذكر أحوال الرسول ومعاني القرآن المنافية لطريقة الكهنة ومعاني أقوالهم . وقرأ ابن كثير ويعقوب بالياء فيهما . { تَنزِيلٌ } هو تنزيل . { مِن رَّبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } نزله على لسان جبريل عليه السلام . { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } سمي الافتراء تقولاً لأنه قول متكلف والأقوال المفتراة أقاويل تحقيراً لها كأنه جمع أفعولة من القول كالأضاحيك . { لأخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } بيمينه . { ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } أي نياط قلبه بضرب عنقه ، وهو تصوير لإِهلاكه بأفظع ما يفعله الملوك بمن يغضبون عليه ، وهو أن يأخذ المقتول بيمينه ويكفحه بالسيف ويضرب به جيده ، وقيل اليمين بمعنى القوة . { فَمَا مِنكُم مّنْ أَحَدٍ عَنْهُ } عن القتل أو المقتول . { حَـٰجِزِينَ } دافعين وصف لأحد فإنه عام والخطاب للناس . { وَإِنَّهُ } وإن القرآن . { لَتَذْكِرَةٌ لّلْمُتَّقِينَ } لأنهم المنتفعون به . { وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذّبِينَ } فنجازيهم على تكذيبهم . { وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ } إذا رأوا ثواب المؤمنين به . { وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ } لليقين الذي لا ريب فيه . { فَسَبّحْ بِٱسْمِ رَبّكَ ٱلْعَظِيمِ } فسبح الله بذكر اسمه العظيم تنزيهاً له عن الرضا بالتقول عليه وشكراً على ما أوحى إليك . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الحاقة حاسبه الله تعالى حساباً يسيراً " .