Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 137-140)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ } بالاستبعاد وذبح الأبناء من مستضعفيهم . { مَشَـٰرِقَ ٱلأَرْضِ وَمَغَـٰرِبَهَا } يعني أرض الشام ملكها بنو إسرائيل بعد الفراعنة والعمالقة وتمكنوا في نواحيها . { ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا } بالخصب وسعة العيش . { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبّكَ ٱلْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِى إِسْرءيلَ } ومضت عليهم واتصلت بالانجاز عدته إياهم بالنصرة والتمكين وهو قوله تعالى : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ } [ القصص : 5 ] إلى قوله : { مَّا كَانُواْ يَحْذَرونَ } [ القصص : 6 ] وقرىء « كلمات ربك » لتعدد المواعيد { بِمَا صَبَرُواْ } بسبب صبرهم على الشدائد . { وَدَمَّرْنَا } وخربنا . { مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ } من القصور والعمارات . { وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ } من الجنات أو ما كانوا يرفعون من البنيان كصرح هامان وقرأ ابن عامر وأبو بكر هنا وفي « النحل » { يَعْرِشُونَ } بالضم . وهذا آخر قصة فرعون وقومه . وقوله : { وَجَاوَزْنَا بِبَنِى إِسْرٰءيلَ ٱلْبَحْرَ } وَمَا بعده ذكر ما أحدثه بنو إسرائيل من الأمور الشنيعة بعد أن مَنَّ الله عليهم بالنعم الجسام ، وأراهم من الآيات العظام تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما رأى منهم ، وإيقاظاً للمؤمنين حتى لا يغفلوا عن محاسبة أنفسهم ومراقبة أحوالهم . روي : أن موسى عليه الصلاة والسلام عبر بهم يوم عاشوراء بعد مهلك فرعون وقومه فصاموه شكراً . { فَأَتَوْاْ عَلَىٰ قَوْمٍ } فمروا عليهم . { يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ } يقيمون على عبادتها ، قيل كانت تماثيل بقر وذلك أول شأن العجل ، والقوم كانوا من العمالقة الذين أمر موسى بقتالهم . وقيل من لخم ، وقرأ حمزة والكسائي { يعكفون } بالكسر . { قَالُواْ يَا مُوسَىٰ ٱجْعَلْ لَّنَا إِلَـٰهًا } مثالاً نعبده . { كَمَا لَهُمْ ءالِهَةٌ } يعبدونها ، وما كافة للكاف . { قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } وصفهم بالجهل المطلق وأكده لبعد ما صدر عنهم بعد ما رأوا من الآيات الكبرى عن العقل . { إِنَّ هَـؤُلآء } إشارة إلى القوم . { مُتَبَّرٌ } مكسر مدمر . { مَّا هُمْ فِيهِ } يعني أن الله يهدم دينهم الذي هم عليه ويحطم أصنامهم ويجعلها رضاضاً { وَبَـٰطِلٌ } مضمحل . { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } من عبادتها وإن قصدوا بها التقرب إلى الله تعالى ، وإنما بالغ في هذا الكلام بإيقاع { هَـؤُلاء } اسم { إن } والإِخبار عما هم فيه بالتبار وعما فعلوا بالبطلان ، وتقديم الخبرين في الجملتين الواقعتين خبراً لأن للتنبيه على أن الدمار لاحق لما هم فيه لا محالة ، وأن الإِحباط الكلي لازب لما مضى عنهم تنفيراً وتحذيراً عما طلبوا . { قَالَ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـٰهًا } أطلب لكم معبوداً . { وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى ٱلْعَـٰلَمِينَ } والحال أنه خصكم بنعم لم يعطها غيركم ، وفيه تنبيه على سوء معاملتهم حيث قابلوا تخصيص الله إياهم من أمثالهم لما لم يستحقوه تفضلاً بأن قصدوا أن يشركوا به أخس شيء من مخلوقاته .