Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 145-149)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَكَتَبْنَا لَهُ فِى ٱلأَلْوَاحِ مِن كُلّ شَىْء } مما يحتاجون إليه من أمر الدين . { مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لّكُلّ شَىْء } بدل من الجار والمجرور ، أي وكتبنا له كل شيء من المواعظ وتفصيل الأحكام . واختلف في أن الألواح كانت عشرة أو سبعة ، وكانت من زمرد أو زبرجد ، أو ياقوت أحمر أو صخرة صماء لينها الله لموسى فقطعها بيده وسقفها بأصابعه وكان فيها التوراة أو غيرها . { فَخُذْهَا } على إضمار القول عطفاً على كتبنا أو بدل من قوله : { فَخُذْ مَا ءاتَيْتُكَ } والهاء للألواح أو لكل شيء فإنه بمعنى الأشياء أو للرسالات . { بِقُوَّةٍ } بجد وعزيمة . { وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا } أي بأحسن ما فيها كالصبر والعفو بالإضافة إلى الانتصار ، والاقتصاص على طريقة الندب والحث على الأفضل كقوله تعالى : { وَٱتَّبِعُـواْ أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مّن رَّبّكُـمْ } [ الزمر : 55 ] أو بواجباتها فإن الواجب أحسن من غيره ، ويجوز أن يراد بالأحسن البالغ في الحسن مطلقاً لا بالإضافة ، وهو المأمور به كقولهم الصيف أحر من الشتاء . { سَأُوْرِيكُمْ دَارَ ٱلْفَـٰسِقِينَ } دار فرعون وقومه بمصر خاوية على عروشها ، أو منازل عاد وثمود وأضرابهم لتعتبروا فلا تفسقوا ، أو دارهم في الآخرة وهي جهنم . وقرىء سأوريكم بمعنى سأبين لكم من أوريت الزند وسأورثكم ، ويؤيده قوله : { وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ } [ الأعراف : 137 ] { سَأَصْرِفُ عَنْ ءايَـٰتِي } المنصوبة في الآفاق والأنفس . { ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ } بالطبع على قلوبهم فلا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها . وقيل سأصرفهم عن ابطالها وإن اجتهدوا كما فعل فرعون فعاد عليه بإعلائها أو بإهلاكهم . { بِغَيْرِ ٱلْحَقّ } صلة يتكبرون أي يتكبرون بما ليس بحق وهو دينهم الباطل ، أو حال من فاعله . { وَإِنْ يَرَوا كُلَّ آيَةٍ } منزلَة أو معجزة . { لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا } لعنادهم واختلال عقولهم بسبب انهماكهم في الهوى والتقليد وهو يؤيد الوجه الأول . { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } لاستيلاء الشيطنة عليهم . وقرأ حمزة والكسائي " الرَّشَد " بفتحتين وقرىء « الرشاد » وثلاثتها لغات كالسقم والسقم والسقام ، { وَإِنْ يَرَوا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ } أي ذلك الصرف بسبب تكذيبهم وعدم تدبرهم للآيات ، ويجوز أن ينصب ذلك على المصدر أي سأصرف ذلك الصرف بسببهما . { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا وَلِقَاء ٱلأَخِرَةِ } أي ولقائهم الدار الآخرة ، أو ما وعد الله في الدار الآخرة . { حَبِطَتْ أَعْمَـٰلُهُمْ } لا ينتفعون بها . { هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } إلا جزاء أعمالهم . { وَٱتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ } من بعد ذهابه للميقات . { مِنْ حُلِيّهِمْ } التي استعاروا من القبط حين هموا بالخروج من مصر ، وإضافتها إليهم لأنها كانت في أيديهم أو ملكوها بعد هلاكهم . وهو جمع حلي كثدي وثدي . وقرأ حمزة والكسائي بالكسر بالاتباع كدلي ويعقوب على الإِفراد . { عِجْلاً جَسَداً } بدنا ذا لحم ودم ، أو جسداً من الذهب خالياً من الروح ونصبه على البدل . { لَّهُ خُوَارٌ } صوت البقر . روي أن السامري لما صاغ العجل ألقى في فمه من تراب أثر فرس جبريل فصار حياً . وقيل صاغه بنوع من الحيل فتدخل الريح جوفه وتصوت ، وإنما نسب الاتخاذ إليهم وهو فعله إما لأنهم رضوا به أو لأن المراد اتخاذهم إياه إلهاً . وقرىء « جؤار » أي صياح . { أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً } تقريع على فرط ضلالتهم وإخلالهم بالنظر ، والمعنى ألم يروا حين اتخذوه إلهاً أنه لا يقدر على كلام ولا على إرشاد سبيل كآحاد البشر حتى حسبوا أنه خالق الأجسام والقوى والقدر . { ٱتَّخَذُوهُ } تكرير للذم أي اتخذوه إلهاً . { وَكَانُواْ ظَـٰلِمِينَ } واضعين الأشياء في غير مواضعها فلم يكن اتخاذ العجل بدعاً منهم . { وَلَمَّا سُقِطَ فَى أَيْدِيهِمْ } كناية عن اشتداد ندمهم فإن النادم المتحسر يعض يده غماً فتصير يده مسقوطاً فيها . وقرىء { سُقِطَ } على بناء الفعل للفاعل بمعنى وقع العض فيها . وقيل معناه سقط الندم في أنفسهم . { وَرَأَوُاْ } وعلموا . { أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ } باتخاذ العجل . { قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا } بإنزال التوراة . { وَيَغْفِرْ لَنَا } بالتجاوز عن الخطيئة . { لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ } وقرأهما حمزة والكسائي بالتاء و { رَبَّنَا } على النداء .