Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 34-40)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلِكُلّ أُمَّةٍ أَجَلٌ } مدة ، أو وقت نزول العذاب بهم وهو وعيد لأهل مكة . { فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ } انقرضت مدتهم ، أو حان وقتهم . { لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } أي لا يتأخرون ولا يتقدمون أقصر وقت ، أو لا يطلبون التأخر والتقدم لشدة الهول . { يَـٰبَنِى آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي } شرط ذكره بحرف الشك للتنبيه على أن إتيان الرسل أمر جائز غير واجب كما ظنه أهل التعليم ، وضمت إليها ما لتأكيد معنى الشرط ولذلك أكد فعلها بالنون وجوابه : { فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } . { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } والمعنى فمن اتقى التكذيب وأصلح عمله منكم والذين كذبوا بآياتنا منكم ، وإدخال الفاء في الخبر الأول دون الثاني للمبالغة في الوعد والمسامحة في الوعيد . { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِـئَايَـٰتِهِ } ممن تقول على الله ما لم يقله أو كذب ما قاله . { أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مّنَ ٱلْكِتَـٰبِ } مما كتب لهم من الأرزاق والآجال . وقيل الكتاب اللوح المحفوظ أي مما أثبت لهم فيه . { حَتَّىٰ إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ } أي يتوفون أرواحهم ، وهو حال من الرسل وحتى غاية لنيلهم وهي التي يبتدأ بعدها الكلام . { قَالُواْ } جواب إذا { أَيْنَمَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي أين الآلهة التي كنتم تعبدونها ، وما وصلت بأين في خط المصحف وحقها الفصل لأنها موصولة . { قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا } غابوا عنا . { وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَـٰفِرِينَ } اعترفوا بأنهم كانوا ضالين فيما كانوا عليه . { قَالَ ٱدْخُلُواْ } أي قال الله تعالى لهم يوم القيامة ، أو أحد من الملائكة . { فِى أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم } أي كائنين في جملة أمم مصاحبين لهم يوم القيامة . { مّنَ ٱلْجِنّ وَٱلإِنْسِ } يعني كفار الأمم الماضية عن النوعين . { فِى ٱلنَّارِ } متعلق بادخلوا . { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ } أي في النار . { لَّعَنَتْ أُخْتَهَا } التي ضلت بالاقتداء بها . { حَتَّى إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا } أي تداركوا وتلاحقوا واجتمعوا في النار . { قَالَتْ أُخْرَاهُمْ } دخولاً أو منزلة وهم الأتباع . { لأُولَـٰهُمْ } أي لأجل أولاهم إذا الخطاب مع الله لا معهم . { رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا } سنوا لنا الضلال فاقتدينا بهم { فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ } مضاعفاً لأنهم ضلوا وأضلوا . { قَالَ لِكُلّ ضِعْفٌ } أما القادة فبكفرهم وتضليلهم ، وأما الأتباع فبكفرهم وتقليدهم . { وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } ما لكم أو ما لكل فريق . وقرأ عاصم بالياء على الانفصال . { وَقَالَتْ أُولَـٰهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ } عطفوا كلامهم على جواب الله سبحانه وتعالى { لاِخْرَاهُمْ } ورتبوه عليه أي فقد ثبت أن لا فضل لكم علينا وإنا وإياكم متساوون في الضلال واستحقاق العذاب . { فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } من قول القادة أو من قول الفريقين . { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا } أي عن الإِيمان بها . { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوٰبُ ٱلسَّمَاء } لأدعيتهم وأعمالهم ، أو لأرواحهم كما تفتح لأعمال المؤمنين وأرواحهم لتتصل بالملائكة . والتاء في تفتح للتأنيث الأبواب والتشديد لكثرتها ، وقرأ أبو عمرو بالتخفيف وحمزة والكسائي به وبالياء ، لأن التأنيث غير حقيقي والفعل مقدم . وقرىء على البناء للفاعل ونصب الأبواب بالتاء على أن الفعل للآيات وبالياء لأن الفعل لله . { وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِى سَمّ ٱلْخِيَاطِ } أي حتى يدخل ما هو مثل في عظم الجرم وهو البعير فيما هو مثل في ضيق المسلك وهو ثقبة الإِبرة ، وذلك مما لا يكون فكذا ما يتوقف عليه . وقرىء { ٱلْجَمَلُ } كالقمل ، والجمل كالنغر ، والجمل كالقفل ، والجمل كالنصب ، و { ٱلْجَمَلُ } كالحبل وهو الحبل الغليظ من القنب ، وقيل حبل السفينة . وسم بالضم والكسر وفي سم المخيط وهو والخياط ما يخاط به كالحزام والمحزم . { وَكَذٰلِكَ } ومثل ذلك الجزاء الفظيع . { نَجْزِى ٱلْمُجْرِمِينَ } .