Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 56-60)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ } بالكفر والمعاصي . { بَعْدَ إِصْلَـٰحِهَا } ببعث الأنبياء وشرع الأحكام . { وَٱدْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا } ذوي خوف من الرد لقصور أَعمالكم وعدم استحقاقكم ، وطمع في إجابته تفضلاً وإحساناً لفرط رحمته { إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } ترجيح للطمع وتنبيه على ما يتوسل به للإِجابة ، وتذكير قريب لأن الرحمة بمعنى الرحم ، أو لأنه صفة محذوف أي أمر قريب ، أو على تشبيهه بفعيل الذي هو بمعنى مفعول ، أو الذي هو مصدر كالنقيض ، أو الفرق بين القريب من النسب والقريب من غيره . { وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ } وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي « الريح » على الوحدة . { نُشْراً } جمع نشور بمعنى ناشر ، وقرأ ابن عامر « نشراً » بالتخفيف حيث وقع وحمزة والكسائي « نشراً » بفتح النون حيث وقع على أنه مصدر في موقع الحال بمعنى ناشرات ، أو مفعول مطلق فإن الإِرسال والنشر متقاربان . وعاصم { بشراً } وهو تخفيف بشر جمع بشير وقد قرىء به و { بشراً } بفتح الباء مصدر بشره بمعنى باشرات ، أو للبشارة وبشرى . { بَيْنَ يَدَي رَحْمَتِهِ } قدام رحمته ، يعني المطر فإن الصبا تثير السحاب والشمال تجمعه والجنوب تدره والدبور تفرقه . { حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ } أي حملت ، واشتقاقه من القلة فإن المقل للشيء يستقله . { سَحَاباً ثِقَالاً } بالماء جمعه لأن السحاب جمع بمعنى السحائب . { سُقْنَاهُ } أي السحاب وإفراد الضمير باعتبار اللفظ . { لِبَلَدٍ مَيِّتٍ } لأجله أو لإحيائه أو لسقيه . وقرىء { ميت } . { فَأَنْزَلْنَا بِهِ الماءُ } بالبلد أو بالسحاب أو بالسوق أو بالريح وكذلك . { فَأَخْرَجْنَا بِهِ } ويحتمل فيه عود الضمير إلى { الماء } ، وإذا كان لـ { لبلد } فالباء للإلصاق في الأول وللظرفية في الثاني ، وإذا كان لغيره فهي للسببية فيهما . { مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ } من كل أنواعها . { كَذَلِكَ نُخْرِجُ المَوْتَى } الإشارة فيه إلى إخراج الثمرات ، أو إلى إحياء البلد الميت أي كما نحييه بإحداث القوة النامية فيه وتطريتها بأنواع النبات والثمرات ، نخرج الموتى من الأجداث ونحييها برد النفوس إلى مواد أبدانها بعد جمعها وتطريتها بالقوى والحواس . { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } فتعلمون أن من قدر على ذلك قدر على هذا . { وَالبَلَدُ الطَّيِّبُ } الأرض الكريمة التربة . { يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ } بمشيئته وتيسيره ، عبر به عن كثرة النبات وحسنه وغزارة نفعه لأنه أوقعه في مقابلة . { وَالَّذِي خَبُثَ } أي كالحرة والسبخة . { لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً } قليلاً عديم النفع ، ونصبه على الحال وتقدير الكلام ، والبلد الذي خبث لا يخرج نباته إلا نكداً فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فصار مرفوعاً مستتراً وقرىء { يخرج } أي يخرجه البلد فيكون { إلا نكداً } مفعولاً و { نكداً } على المصدر أي ذا نكد و { نكداً } بالإِسكان للتخفيف . { كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ } نرددها ونكررها . { لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ } نعمة الله فيتفكرون فيها ويعتبرون بها ، والآية مثل لمن تدبر الآيات وانتفع بها ، ولمن لم يرفع إليها رأساً ولم يتأثر بها . { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ } جواب قسم محذوف ، ولا تكاد تطلق هذه اللام إلا مع قد لأنها مظنة التوقع ، فإن المخاطب إذا سمعها توقع وقوع ما صدر بها . ونوح بن لمك بن متوشلح بن إدريس أول نبي بعده ، بعث وهو ابن خمسين سنة أو أربعين . { فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا الله } أي اعبدوه وحده لقوله تعالى : { مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ } وقرأ الكسائي غيره بالكسر نعتاً أو بدلاً على اللفظ حيث وقع إذا كان قبل إله من التي تخفض . وقرىء بالنصب على الاستثناء . { إني أخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } إن لم تؤمنوا ، وهو وعيد وبيان للداعي إلى عبادته . واليوم يوم القيامة ، أو يوم نزول الطوفان . { قَالَ الملأُ مِنْ قَوْمِهِ } أي الأَشراف فإنهم يملؤون العيون رواء . { إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلاَلٍ } زوال عن الحق . { مُبِينٍ } بين .