Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 99-106)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ } تكرير لقوله : { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى } و { مَكْرَ ٱللَّهِ } استعارة لاستدراج العبد وأخذه من حيث لا يحتسب . { فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ } الذين خسروا بالكفر وترك النظر والاعتبار . { أَوَ لَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا } أي يخلفون من خلا قبلهم ويرثون ديارهم ، وإنما عدي يهد باللام لأنه بمعنى يبين . { أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَـٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ } أن الشأن لو نشاء أصبناهم بجزاء ذنوبهم كما أصبنا من قبلهم ، وهو فاعل يهد ومن قرأه بالنون جعله مفعولاً . { وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } عطف على ما دل عليه ، أو لم يهد أي يغفلون عن الهداية أو منقطع عنه بمعنى ونحن نطبع ، ولا يجوز عطفه على أصبناهم على أنه بمعنى وطبعنا لأنه في سياقه جواب لولا فضائه إلى نفي الطبع عنهم { فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } سماع تفهم واعتبار . { تِلْكَ ٱلْقُرَىٰ } يعني قرى الأمم المار ذكرهم . { نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا } حال إن جعل { ٱلْقُرَىٰ } خبراً وتكون إفادته بالتقييد بها ، وخبر إن جعلت صفة ويجوز أن يكونا خبرين و { مِنْ } للتبعيض أي نقص بعض أنبائها ، ولها أنباء غيرها لا نقصها . { وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَـٰتِ } بالمعجزات . { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } عند مجيئهم بها . { بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ } بما كذبوه من قبل الرسل بل كانوا مستمرين على التكذيب ، أو فما كانوا ليؤمنوا مدة عمرهم بما كذبوا به أولاً حين جاءتهم الرسل ، ولم تؤثر فيهم قط دعوتهم المتطاولة والآيات المتتابعة ، واللام لتأكيد النفي والدلالة على أنهم ما صلحوا للإِيمان لمنافاته لحالهم في التصميم على الكفر والطبع على قلوبهم . { كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلْكَـٰفِرِينَ } فلا تلين شكيمتهم بالآيات والنذر . { وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم } لأكثر الناس ، والآية اعتراض أو لأكثر الأمم المذكورين . { مِّنْ عَـهْدٍ } من وفاء عهد ، فإن أكثرهم نقضوا ما عهد الله إليهم في الإِيمان والتقوى بإنزال الآيات ونصب الحجج ، أو ما عاهدوا إليه حين كانوا في ضرر مخافة مثل { لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ } [ يونس : 22 ] { وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ } أي علمناهم . { لَفَـٰسِقِينَ } من وجدت زيداً إذا لحافظ لدخول أن المخففة واللام الفارقة ، وذلك لا يسوغ إلا في المبتدأ والخبر والأفعال الداخلة عليهما ، وعند الكوفيين إن للنفي واللام بمعنى إلا . { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ } الضمير للرسل في قوله : { وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم } أو للأمم . { بِـئَايَـٰتِنَا } يعني المعجزات . { إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا } بأن كفروا بها مكان الإِيمان الذي هو من حقها لوضوحها ، ولهذا المعنى وضع ظلموا موضع كفروا . وفرعون لقب لمن ملك مصر ككسرى لمن ملك فارس وكان اسمه قابوس . وقيل الوليد بن مصعب بن الريان . { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ } . { وَقَالَ مُوسَىٰ يٰفِرْعَوْنُ إِنّى رَسُولٌ مِن رَّبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } إليك ، وقوله : { حَقِيقٌ عَلَي أَن لا أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ } لعله جواب لتكذيبه إياه في دعوى الرسالة ، وإنما لم يذكر لدلالة قوله { فَظَلَمُواْ بِهَا } عليه وكان أصله { حَقِيقٌ عَلَيَّ أَنْ لا أَقُولَ } كما قرأ نافع فقلب لأمن الإِلباس كقوله : وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر . أو لأن ما لزمك فقد لزمته ، أو للإغراق في الوصف بالصدق ، والمعنى أنه حق واجب على القول الحق أن أكون أنا قائله لا يرضى إلا بمثلي ناطقاً به ، أو ضمن حقيق معنى حريص ، أو وضع على مكان الباء لإفادة التمكن كقولهم : رميت على القوس وجئت على حال حسنة ، ويؤيده قراءة أبي بالباء . وقرىء « حقيق أن لا أقول » بدون { عَلَىٰ } . { قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيّنَةٍ مّن رَّبّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرٰءيلَ } فخلهم حتى يرجعوا معي إلى الأرض المقدسة التي هي وطن آبائهم ، وكان قد استعبدهم واستخدمهم في الأعمال . { قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِـئَايَةٍ } من عند من أرسلك . { فَائْتِ بِهَا } فأحضرها عندي ليثبت بها صدقك . { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } في الدعوى .