Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 13-20)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } لا تأملون له توقيراً أي تعظيماً لمن عبده وأطاعه فتكونوا على حال تأملون فيها تعظيمها إياكم ، و { لِلَّهِ } بيان للموقر ولو تأخر لكان صلة لـ { وَقَاراً } ، أو لا تَعتقدون له عظمة فتخافوا عصيانه ، وإنما عبر عن الاعتقاد بالرجاء التابع لأدنى الظن مبالغة . { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } حال مقررة للإنكار من حيث إنها موجبة للرجاء فإنه خلقهم { أَطْوَاراً } أي تارات ، إذ خلقهم أولاً عناصر ، ثم مركبات تغذي الإِنسان ، ثم أخلاطاً ، ثم نطفاً ، ثم علقاً ، ثم مضغاً ، ثم عظاماً ولحوماً ، ثم أنشأهم خلقاً آخر ، فإنه يدل على أنه يمكن أن يعيدهم تارة أخرى فيعظمهم بالثواب وعلى أنه تعالى عظيم القدرة تام الحكمة ، ثم أتبع ذلك ما يؤيده من آيات الآفاق فقال : { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَـٰوَاتٍ طِبَاقاً وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } أي في السمٰوات وهو في السماء الدنيا وإنما نسب إليهن لما بينهن من الملابسة . { وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } مثلها به لأنها تزيل ظلمة الليل عن وجه الأرض كما يزيلها السراج عما حوله . { وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً } أنشأكم منها فاستعير الإِنبات للإنشاء لأنه أدل على الحدوث والتكون من الأرض ، وأصله { أَنبَتَكُمْ مّنَ ٱلأَرْضِ } إنباتاً فنبتم نباتاً ، فاختصره اكتفاء بالدلالة الالتزامية . { ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا } مقبورين . { وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً } بالحشر ، وأكده بالمصدر كما أكد به الأول دلالة على أن الإعادة محققة كالابداء ، وأنها تكون لا محالة . { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ بِسَاطاً } . تتقلبون عليها . { لّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً } واسعة جمع فج ومن لتضمن الفعل معنى الاتخاذ .